04 - 01 - 2013, 01:51 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
المسيح المنتصر لجرجس ميخائيل
كان المشهد كئيبا يبعث على الحزن و القنوط... الندم يملأ المكان، مشاعر الحسرة و البكاء تعج الارجاء، يعلو صوت النحيب من وقت لآخر فيخيم الغم و الكآبة على أركان المكان الموحش و المظلم من الأساس، فكل شىء قد فقد بهجته، الظلال الرمادية المخيفة و السواد الذى يلف المكان يعطى الاحساس بإنعدام الامل و الترقب لكل ما هو سىء.... أغلقت كل الابواب وإستحال الفكاك ....
إمتلأ المكان الموحش من أشر أشرار الأرض و أكثرهم تعطشا لسفك للدماء ومنحطى العالم وأكثرهم جرأة على فعل الشر بدون أن يهتز لهم جفن فصار مكانا مريعا لكل من سكنه وبالأخص لهؤلاء الأبرياء الذين حُشِروا معم، فعشرة الاشرار صعبة على كل من تقدست أنفسهم بمعرفة الله...فكانت أنفسهم البارة تعذب كل يوم ...اما ما كان يؤلمهم حقا كانوا هؤلاء الحراس زبانية الجحيم انفسهم بوجوههم القبيحة وأفعالهم الرجسة التى لم يكن يردعها أحد.
كان الوقت يمضى بطيئا كجبل جاثم على أنفسهم لا يتزحزح. كانوا يتوقون أن يروا خلاصا رأوه وسمعوا عنه من آدم و الآباء...انه الجحيم الذى خطفت ارواحهم اليه بعد موتهم بواسطة الشيطان وحشرت أنفسهم مع أنفس أشرار الارض لكن حجبت عنهم معرفة متى يحدث هذا الخلاص ...فكان الوقت غريمهم الاول، لكنهم وثقوا فى حدوث الخلاص، فها هو آدم يؤكد لهم أن نسل المرأة يسحق راس الشيطان، هذا البواب القاسى الذى كان قبلا رئيس ملائكة، لكنه مرزول من السماء فاقد لرتبته الاولى، مملوء من الغرور و من كل إثم، كل همه أن يعذب أولاد الله بأن يزرع الشك فى نفوسهم كلما مر الوقت و لم يحدث شىْ لكن إبراهيم يجمع الابرار و يؤكد أنه رأى يوم الخلاص، يوم المسيح وداود يشرح لهم بالنبوات، كيف قال الرب لربه إجلس عن يمينى حتى يضع أعداؤك تحت قدميك، كان يعزى الجميع بصوته الحلو ومزاميره التى تملأ النفس فرحا والتى كانت تعوض على الجميع معطيا أملا و رجاءا يوما بعد يوم و صاح أشعياء النبى كيف كتب بروح النبوة " فإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا " إشعياء 33: 22 ".
لم يكن يعكر صفو هذه الساعات إلا زبانية الجحيم و أصواتهم المقيتة و المخيفة..إنه صوت الموت الذى يرج اركان المكان كلما فتحت الابواب النحاسية و المتاريس الحديدية لتدخل نفسا بارة جديدة لتحبس حيث موضع الاشرار...إنهم يسمعون هذه الأصوات الآن وكأن لسان حالهم يقول من هو القادم لهذا المشهد البائس، صوت صرصرة الابواب النحاسية و الأقفال الحديدية تعلوا شيئا فشيئا لتصم الاذان كما يعلو صوت الشياطين كأنما إنتصروا فى حرب شعواء... ولكن فجأة تحدث زلزلة و يضىء المكان كما بشمس ولمعان، إفتحوا أيها الرؤساء ابوابكم و إرتفعى أيتها الابواب الدهرية ليدخل ملك المجد...الرب العزيز القاهر فى الحروب...أبواب الحديد تنحل و المتاريس الثقيلة تتكسر... يحاول كل الأبالسة الهرب ولا مخرج....ها قد أتت الساعة، إنه إبن الله وسلطان لاهوته ومن يقدر أن يقف أمامه فى شدة قوته، انه يقيد القوى و ينهب مملكة الشيطان وكل جنوده الرديئة، حقا لقد قدم إبن الله من معركة الموت منتصرا، فقد داس الموت بالموت وقبض على الشيطان من حيث أمسك الكثيرين، اذاقة مر الهوان والمذلة فى معركة الصليب، فلم يدر بباله أن من يمسك بروحه ليطرحه فى الجحيم سيأسره بقوة سلطان لاهوته و قدرته.
قد قام الرب مثل النائم وكالثمل من الخمر ووهب النعيم الدائم لكل اولاده...لقد عم الفرح المكان وأى فرح هذا ، انه فرح أبن الله الذى لايستطيع احد ان ينزعه من أولاده، انه الفرح الذى قال عنه أراكم فتفرح قلوبكم، انه الفرح الذى ينزع كل دمعة من العيون، أنه الفرح الذى لاينطق به ومجيد، صاح الجميع بالتهليل و المسرة... المسيح قام بالحقيقة قام، لم يكن المسيح قد قام بالجسد بعد لكنه بروحه الانسانية المتحدة بلاهوته ذهب إلى أقسام الارض السفلى ليبشر الذين فى الجحيم بإنتصاره على الموت و الخطية و الشيطان "أفسس ٤:٩ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى"....
انه هذا اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح و ولنتهلل فيه، غنه اليوم الوحيد الذى سمع فيه التهليل القوى فى الجحيم...صاح الجميع مرددين مع داود النبى صعد الله بتهليل و الرب بصوت البوق، رتلوا لإلهنا رتلوا، رتلوا لملكنا رتلوا...رتلوا بفهم فالرب قد ملك على كرسيه المقدس.
أخذ الرب المسيح المنتصر أرواح الأبرار مجتذبا آدم و حواء أولا وباقى الانبياء و الابرار ليصعدهم الى الفردوس ليرد ادم و بنيه الى رتبته الاولى... وسط فرحة كل الانفس البارة و لم ينس ديماس اللص كوعده على الصليب انك اليوم تكون معى فى الفردوس... أنه يوم الفرح....يوم النور ...إنه يوم فتح المسيح الفردوس... إنه يوم تتميم نبوات الاباء الاولين...أنه يوم قيامة المسيح منتصرا على الموت و الشيطان و الخطية.
|