|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك فرق بين أن يقول السيد المسيح أنا أمنح القيامة والحياة، وأن يقول “أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25). لأن قوله “أنا هو القيامة” يعنى أنه هو نفسه سيقوم بحسب الجسد إلى جوار أنه هو ينبوع القيامة بالنسبة للبشر كما أنه هو الحياة كقول القديس يوحنا الإنجيلى “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ فى الظلمة” (يو1: 4، 5). هناك فرق بين قيامة لعازر من الأموات وقيامة السيد المسيح، لعازر أقامه السيد المسيح، أما المسيح رب المجد فقد أقام نفسه بسلطانه الإلهى. كما أن قيامة لعازر كانت قيامة مؤقتة أعقبها الموت مرة أخرى. أما السيد المسيح فقد قام لكى لا يسود عليه الموت فيما بعد لأنه لم يكن ممكناً أن يُمسك منه. هناك فرق بين سيارة نضع فيها بضع لترات من البنزين لتعطيها دفعة من الطاقة تسير بها بضعة كيلومترات ثم تتوقف. وبين الينبوع الذى ينبع منه البنزين إذا وجد فى سيارة فإنها سوف تسير إلى ما لا نهاية ولا تتوقف على الإطلاق كما أنها يمكنها أن تعطى وقوداً لباقى السيارات. إن اتحاد اللاهوت بالناسوت فى السيد المسيح قد أعطى للناسوت إمكانية التحرر من الموت بصفة نهائية بحسب التدبير. ولكن السيد المسيح قد “ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (انظر عب2: 9). أى أنه أخذ جسداً قابلاً للموت ولم يتدخل اللاهوت لكى يمنع الموت عن الناسوت فى وقت الصلب والفداء. ولكنه فى مسألة القيامة قد برهن على أن الذى مات هو هو نفسه الله الكلمة الذى هو بلا شك أقوى من الموت بحسب لاهوته “وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4). إن القيامة بالفعل كانت هى أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح. لهذا قال هو نفسه لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). أى أن البرهان الأقوى على لاهوته سيتحقق عند قيامته من الأموات بعد أن يصلبه اليهود ويقتلونه معلقين إياه على خشبة. أى حينما يرتفع على عود الصليب. إن الانتصار على الموت فى جسم بشريتنا لم يكن ممكناً أن يتحقق إلا بتجسد وحيد الآب، الذى هو كلمة الله، الذى اتخذ طبيعتنا البشرية -بلا خطية- لكى يعبر لنا بها من الموت إلى الحياة، لأن الحياة التى فيه كانت أقوى من الموت الذى لنا. لذلك فهناك علاقة وثيقة بين قول السيد المسيح: “أنا هو القيامة” (يو11: 25) وبين معنى التجسد الإلهى، لأنه بتجسده قد أعطى لطبيعتنا البشرية إمكانية القيامة فى شخصه المبارك. وعن ذلك كتب معلمنا بولس الرسول: “أقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع” (أف2: 6). وقال أيضاً: “إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس” (كو3: 1). لقد صار المسيح هو حياتنا كلنا وقيامتنا كلنا.. صار هو “باكورة الراقدين” (1كو15: 20) وصرنا نحن متحدين معه بشبه موته وقيامته فى المعمودية “مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضاً معه” (كو2: 12). |
|