إن مغفرة الله للإنسان تختلفُ عن مغفرة الإنسان لأخيهِ الإنسان، إن مصدر كل غفران هو الله، ومن الجدير بالإشارة هنا إلى التمييز بين الغفران والصفح، إن الصفح هو بشري، وأمَّا الغفران فهو إلهي حيث أن الله وحدهُ هو القادر أن يغفر الخطايا، والواقع أنه عندما يغفر لي إنسان بسبب خطأ صدر مني، فهو يتوقف عن لومي على الخطأ ومعاتبتي واعتباري إنساناً شريراً، ويقدر أن يغضّ النظر عما صدر مني ويحاول نسيان الماضي ويوجِّه انظارهُ إلى المستقبل، ولكنه لا يقدر ان يعمل أكثر من ذلك، لا يقدر ان يُغيِّرني ويغيِّر قلبي، ولا يقدر أن يعطيني الحرية لكي لا اقع في الخطأ مرة ثانية، الله وحده القادر على ذلك، وهذا ما يعمله في مغفرةِ خطاياي.