إن كانت الحيوانات الطاهرة تتسم بالإجترار مع الظلف المشقوق، إشارة إلى الحياة المقدسة في الرب التي تقوم على الإجترار في كلمة الله بلا انقطاع في العهدين القديم والجديد لكي نحيا مقدسين على الأرض كما في الأبدية، أو بمعنى آخر نتقدس هنا فتحيا قلوبنا في السموات مترقبة المكافأة الأبدية الكاملة، فإن الحيوانات المائية الطاهرة تعلن حاجة المؤمن إلى وسائط النعمة المختلفة من صلوات ومطانيات metanoia وتمتع بالأسرار المقدسة حتى يمارس الحياة الإيمانية العملية في الرب.
لقد اشترط في الحيوانات المائية أن يكون لها زعانف تساعدها على السباحة في وسط المياه، وحرشف يحميها من البيئة التي تحيط بها. ما هذه الزعانف والحرشف إلاَّ وسائط النعمة التي تسند المؤمن ليسبح وسط مياه هذا العالم بفعل روح الله الساكن فيه دون أن تجرفه التيارات المائية، وما هذا الحرشف إلاَّ عمل هذه الوسائط التي تحميه بالرب من كل مقاومة للشر ضده.