رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنواع الذين يحبون المديح
النوع الأول: إنسان يأتيه المديح دون أن يسعى إليه، وعندما يأتيه المديح يسر به ويبتهج – هو لم يسع إليه، لكن بمجرد وصول المديح إليه يسر به. وهذا الصنف على أنواع: ا- إنسان يسر بالمديح ويسمعه في صمت وهو جالس صامتًا ومسرورًا في داخله دون أن يحس به أحد. ب- هناك إنسان يسمع المديح ويتسبب في الاستزادة منه. أي يظل يقول بعض العبارات تجعل الذي يمدح يزيد في مديحه، كأنه يجره من موضوع المديح إلى موضوع آخر يمدح فيه، أو يتخذ أي وسيلة تجعل الذي أمامه يزيد المديح. ج- وهناك إنسان يحب المديح ويسمعه وهو مسرور، ويتظاهر أنه غير مسرور مع أنه مسرور من الداخل. ويظل يتمنع فيزيد الآخر في مديحه، وذلك دون قصد منه أن يعيب في نفسه بل هو في قراره نفسه يريد سماع كلام حلو. النوع الثاني: أصعب من ذلك قليلًا إنسان لم يأت إليه المديح. لكنه يشتهى أن يسمعه وفي اشتهائه يسلك في أحد طريقين: ا- يشتهى المديح ويظل صامتًا حتى يصله، متخيلًا أسبابًا يسمع بها المديح كأن يبدأ موضوعًا معينًا لكي يمدح لعمل عمله في هذا الموضوع، أو يجر الكلام خطوة خطوة حتى يصل إلى النقطة التي يسر بها ويمدحه الناس بسببها. ب- إنسان يشتهي المديح ويعمل أعمالًا صالحة أمام الناس لكي يمدحوه. النوع الثالث: هناك نوع أصعب من ذلك فهو يحب المديح ويشتهيه، لكن المديح لم يأته بعد رغم انتظاره وتحايله على الأسباب. فيصل إلى درجة أخر أنه يكره من لا يمدحه، ويعتبره عدوه، ويكون بينهما سوء تفاهم. نعم أن هذا الإنسان لم يضره غير انه لم يمدحه ببعض الكلام الطيب، لم يقابله مقابلة لطيفة، لم يقدم له احترامًا زائد، لم يكرمه إكرامًا من نوع خاص. مثل هذا الإنسان الذي يكره من لا يمدحه ماذا يفعل لمن ينتقده؟ - إذا كان الساكت فقط دون أن يمدحه يكره، فكم يكون شعوره من ناحية ناقديه. النوع الرابع: هناك نوع آخر يشتهى المديح ويسر عندما يسمعه، ويكره من لا يمدحه. ولا يكتفي بذلك فهو يمدح نفسه إذا لم يجد أحد يمدحه. فيتكلم عن أعماله الفاضلة التي عملها وتستحق المديح، كما يخفى خطاياه الشخصية. هذا الإنسان هو الذي يتحدث كثيرًا عن نفسه. النوع الخامس: هناك أنواع أصعب من ذلك الإنسان الذي يمدح نفسه – فمديح النفس على درجتين. درجة فيها يمدح الإنسان نفسه بما فيه فيظل يتكلم عن أفعاله المجيدة التي عملها وعن صفاته الفاضلة. والدرجة الثانية فيها يمدح الإنسان نفسه بما ليس فيه فينسب إلى نفسه فضائل غير موجودة عنده، أو يذكر صفات جيده عنده يظل يبالغ ويكبر فيها، أو أن ينسب عمل غيره إلى نفسه، . مثال ذلك: إذا كنت مشتركا في عمل حسن فعندما تحكى الموضوع قد لا تقول أنك اشتركت في عمل جيد، ويكون ذلك مديحا لنفسك فقط. بل قد تزيد قليلًا وتركز كل العمل على نفسك، كأن كل الباقين الذين اشتركوا معك لم يكن لهم وجود ولا مجهود. بل في بعض الأوقات يحدث أكثر من ذاك فأنت تنسب كمية كبيرة من العيوب إلى غيرك وتتهمهم بالتقصير أو الضعف وتخفى حقهم. كأن تقول عن إنسان عن غير حق أنه لم يستطع أن يتكلم، وكان متلعثمًا حتى تضايق الناس منه، ثم تدخلت أنا وقلت الرد الصحيح. معنى ذلك أنك كنت سيد الموقف وغيرك أخطأ. مثل ذاك الإنسان لم يمدح ذاته فقط بل مدح ذاته وشنع بالآخرين. راهب قديس كان ينكر ذاته جدًا، فلما كان يعمل عملًا حسنًا، ويعرف أن الناس سيمدحونه عليه، كان يشرك آخر معه في العمل ولو بقدر ضئيل جدا، أو في نهاية العمل يطلب من أحد أن يساعده، ثم إذا سئل عن العمل بعد نهايته، يقول "الله يبارك (فلان) الذي عمل هذا العمل" وينسب إليه الفضل حتى يبعد عنه مديح الناس. وهناك مثل آخر واضح لمحبة المديح وهو لعبة كرة القدم. فأن كان فريق يلعب وهو محب للمديح، فانه سيفشل جميعه لان كل واحد سيجرى بالكرة بمفردة كي يصيب الهدف بنفسه فتضيع منه. ولاعب آخر قد يسير بالكرة وحدة، وبجوار المرمى يمرر الكرة لأحد زملائه فيكسب الهدف. فيمدح هذا الأخير على الرغم من أنه لم يعمل شيئًا بينما الأول هو الذي عمل كل شيء فإذا كان هذا في الروح الرياضية فكم تكون في الناحية الروحية. وهذا النوع من الإنسان الذي يمدح ذاته متجاهلًا كل الظروف المحيطة والأشخاص المساعدين وينسب كل شيء إلى نفسه، يهدم حق الله في هذا العمل فهو ينسى جانب الله، كما ينسى الظروف المساعدة لنجاح العمل، ويركز كل شيء على نفسه، ويمدح نفسه بما ليس فيه. - النوع السادس: وهذا يعتبر أردأ درجة في محبة المديح. إذ قد تصل محبة المديح بالإنسان إلى درجة يحب فيها أن يمدح هو وحده، ويغتاظ إذا مدح أحد غيره. فهو يريد أن يمدح وحده فقط لا أحد غيره. وإذا مدح غيره يحسده ويغير منه ويتكلم عليه ويحقد عليه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنواع الذين يحبون المديح |
الذين يحبون المديح درجات في الخطأ |
الذين لا يحبون المديح! |
أنواع الذين يحبون المديح |
أنواع الذين يحبون المديح |