|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صعود جسد مريم العذراء يروى التقليد الكنسى حسب أقوال القديس كيرلس البابا الاسكندرى والبابا ثاوفليس ال 23 وحسب ما ورد فى سنكسار الكنيسة القبطية: قال القديس كيرلس: طلب منى قسان يسمى احدهما داود والثانى يوحنا - كانا يرأسان احد الاديرة بسيناء وطلبا منى ان اقص عليهما خبر نياحة السيدة العذراء - ولما لم اكن على علم رأيت ان اركن الى خزانة الكتب الموجودة فى بيت لحم بمنزل يوحنا الملقب مرقص لانها تحوى اخبار القديسين فعثرت على كتاب بخط يعقوب اخى الرب الذى صار اول اساقفة اورشليم يذكر فيه نياحة الطاهرة مريم البتول فى 21 من شهر طوبة ويصرح بأن خبر انتقالها سطره حبيب الرب يوحنا الرسول ووضعه بالكنيسة فى افسس. فقلت للقسيسين ان يذهبا الى افسس ويحضرا لى الكتاب الذى كتبه يوحنا الحبيب وفعلا ذهبا الى هناك وصلوا فظهر لهما القديس يوحنا وارشدهما عن مكان الكتاب ثم ارسلا لى نسخة منه وهذا ماجاء بالكتاب: بسم الثالوث الاقدس الاله الواحد يسوع المسيح المولود من الاب قبل كل الدهور الذى تجسد من العذراء الطاهرة لخلاص البشر، بمشيئته عتقنا من نير العبودية.. نير الشيطان وانار بصائرنا بنور لاهوته وتراءف علينا واعدا ايانا بنوال الحياه الدائمة فى النعيم الذى لايزول ان نحن سلكنا بحسب وصاياه فيجب علينا معشر الارثوذوكس ان نعبده ونغبط والداته ونعظمها فى حياتها وبعد نياحتها وانتقالها من العالم الزائل الى النعيم. والان اريد ان اعلمكم ايها الاباء الاطهار الاخيار انه ذات يوم خرجت السيدة العذراء لزيارة قبر ابنها الوحيد بالجلجثة للتبرك منه حسب عادتها يوميا مع ان اليهود كانوا قد وضعوا حجرا كبيرا على القبر بعد قيامة المخلص واقاموا عليه حراسا ليمنعوا كل من قصد الاتيان اليه او يرجموه بالحجارة.. وقد اخفوا صليب السيد المسيح والحربة والمسامير والثياب التى كان مرتديها واكليل الشوك والاكفان. ولما رأى الحراس السيدة بجانب القبر تسجد وترفع يديها وتصلى: ايها العلى انقلنى من هذا العالم الفانى لانى اخشى سلطة اليهود المعاندين اذ رأونى اصلى عند قبرك المقدس. فلما سمع الحراس صلاتها اخبروا رؤساء الكهنة بما سمعوه فأمروهم برجمها والتنكيل بها ولكن الحراس لم ينفدوا ذلك.. ثم ظهر لها الملاك جبرائيل واخبرها ان صلاتها قد سمعت وارسلنى الرب لاخبرك بأنك ستنتقلين من هذا العالم عما قريب.. فسرت بذلك.. وبينما الكهنة يسرعون الى الوالى لاستصدار امر بالضرر بها اذ بأبجر ملك الرها ينذرهم بالهلاك عن يد طيباريوس قيصر ويعلنهم انه مؤمن بالسيد المسيح وسوف تأتى الجيوش للانتقام منهم وامرهم بعدم الاقتراب من العذراء ام المخلص فأطاعوا ولكنهم طلبوا منها عدم العودة الى القبر وطلب منها الملاك جبرائيل ان تذهب الى بيت لحم. ثم يكمل القديس كيرلس حديثه طبقا لما ورد بالسنكسار القبطى: بينما كانت والده الاله ملازمة الصلاة اعلمها الروح القدس انها ستنتقل من العالم ثم حضر اليها عذراى الزيتون وكذلك جميع الرسل ماعدا توما.. الاحياء فقط واجتمعوا حولها ثم جاء السيد المسيح له المجد مع الملائكة واعلمها بالسعادة التى اعدت لها ثم باركت الرسل والعذراى ثم اسلمت روحها بيد ابنها يسوع المسيح فأصعدها الى المساكن العلوية معه.. واما جسدها الطاهر فدفنه الرسل، وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود لمنع دفنها وامسك احدهم بالتابوت فأنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين بالنعش حتى ندم باكيا بالدموع وبتوسل الرسل عادت يده الى جسمه ثانيا. فوضعوا جسدها الطاهر المقدس فى تابوت من خشب واغلقوه ووضعوه فى صخرة واغلقوها وعندما هموا بالانصراف فاذا بصوت تسبيح الملائكة واقاموا هناك 3 ايام يسمعون تسبيح الملائكة وبعد ذلك انصرفوا. ولم يكن توما معهم لانه كان فى الهند يبشر.. فقد دعاه السيد المسيح ليرى ظهور اصعاد جسد مريم المبارك واذا بصوت من السحاب يقول له اسرع ياتوما وقبل جسد القديسة مريم فأسرع وقبله.. وعند حضورة الى اورشليم سأل التلاميد عن العذراء فقالوا له عن نياحتها فقال لا اصدق الا لما ارى جسدها فلما فتح التلاميد القبر لم يجدوا جسد السيدة العذراء فدهشوا وخافوا ان يكون الجنود قد سرقوا جسدها ولكن توما طمأنهم وعرفهم كيف انه شاهد صعود جسدها الى السماء - وهنا سمع التلاميذ صوت من السماء يقول ان الرب لم يشىء ان يبقى جسدها فى الارض.. فصام الرسل لكى يريهم الرب جسدها وصاموا الى اليوم 16 من مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها كما رأها توما فأمنوا وصدقوا وبشروا الخبر بين المؤمنيين من شعوب الكرازة بأورشليم. وقيل ان الرب دفن جسد امه تحت شجرة الحياه فى الفردوس انتظارا ليوم القيامة. ميمر إصعاد جسد العذراء مريم للقديس كيرلس السكندري 16 مسرى أيها الأخوة الأحباء أعيروني أذاناً صاغية وقلوباً واعية كي أقص عليكم أنا الحقير كيرلس بطريرك الاسكندرية ما وجدته مكتوباً بأيدي سادتنا الآباء الرسل الأطهار معززاً بشهادة القديس يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح بخصوص صعود جسد السيدة العذراء فى مثل هذا اليوم الذى هو السادس من شهر مسرى ووجوده تحت شجرة الحياة التى بسطت أغصانها عليه بأمر الثالوث الأقدس الإله الواحد الذى ينبغي له السجود والعظمة إلى دهر الداهرين وتفصيل ذلك: أنه لما كان بعد نياح السيدة العذراء فى اليوم الحادي والعشرين من شهر طوبة حيث أنتشرت رائحة زكية لم يشتم مثلها من قبل وصوت من السماء يقول طوباك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك وبعد أن دفنت داخل جثسيماني بحقل يهوشافاط بإرشاد الروح القدس، وبواسطة الرسل الأطهار الذين إستمروا يقدمون الصلوات من حين لآخر أمام قبرها الطاهر حتى السادس عشر من شهر مسرى فأشرق عليهم نور سمائي فى الوقت الذى كانوا فيه يسبحون ويرتلون أمام باب المغارة الموضوع فيها جسدها الطاهر وسمعوا أصوات تهليل وتسابيح روحانية ونغمات ملائكية ولم يعلموا سر ذلك؛ فإن الإله له المجد أراد أن يرفع جسد والدته على أجنحة ملائكته النورانية فأرسل طغمة منهم لإتمام ذلك حسب مشيئته، وكان توما أحد الرسل ببلاد الهند ولم يحضر اليوم الذى تنيحت فيه السيدة العذراء لسر لا يعلمه أحد ما ولما كان هذا التلميذ لا يؤمن ما لم يره؛ أراد الله أن يظهر له هذا السر العظيم فأرسل سحابة نورانية وأمره بواسطه الروح القدس أن يعلوها قاصداً موضع جثسيماني بحقل يهوشافاط حيث هناك أخوته الرسل وبينما هو على السحابة إذ رآى طغمة الملائكة تحمل جسد السيدة العذراء؛ فإستفسر عن حقيقة الحال فقيل له أن هذا هو جسد السيدة العذراء مرتمريم التى تنيحت وأمرنا السيد أن نحمله ونصعد به إلى فردوس النعيم ففرح كثيراً وسجد لها وقبل جسدها وطوبها، ثم أنزلته السحابة عند الرسل فسلم على أخوته وقالوا له: ما الذى أخرك عن الحضور يوم نياحة العذراء لترى العجائب التى ظهرت على يديها، حقاً لقد فاتك أمر عظيم جداً. فأجابهم: إن الروح القدس أعلمني بكل شيء فى حينه وأني كنت مشتغلاً وقتها فى عماد أكلوديا ابنه ملك الهند وها قد أتيت الآن وليَّ رغبة شديدة فى أن أنظر جسد سيدتي (يقصد بذلك ألا يخبرهم بحقيقة ما رآه مباشرة بل أراد تمهيد الطريق أولاً حتى لا يزعج أخوته) فأجابوه قائلين: أنه داخل المغارة ويصعب علينا رفع الحجر عن باب القبر لجسامته، فقال: أنا لا أصدق جميع ما تقولونه إن لم آره بعيني، فأجابوه: ألم تزل فى شكوك حتى الآن، ونسيت ما فعلته يوم قيامة المخلص، فقال: أنا هو توما الذى لا يصدق إلا إذا رآى، فقاموا معه ودحرجوا الحجر عن باب القبر بعد عناء شديد، ثم دخلوا إلى داخل فلم يجدوا جسد العذراء. فوقفوا باهتين متحيرين وهم يقولون ما الذي حدث؟! فوقف توما بينهم وهم حيارى وقال لهم لا تحزنوا يا أخوتي لأني رآيت اليوم جسد سيدتي العذراء محمولاً على أجنحة الملائكة وقت أن كنت آتياً على السحابة فطلبت إليهم أن يخبروني فأجابوني أن هذا جسد السيدة العذراء نحمله إلى الفردوس بأمر السيد المسيح فقبلته وتباركت منه وطوبته فتعجبوا جداً لأجل ذلك ومجدوا الله ..... أيتها الخدر الملوكي إن الروح القدس حل عليك وقوة العليَّ ظللتط لأن المولود منك حقاً هو كلمة الله وابن الآب الذى لا إبتداء له ولا نهاية، قد أتى وخلصنا من خطايانا، أنت أصل ذرية داود التى ولدت لنا مخلصنا يسوع المسيح وحيد الأب قبل كل الدهور، أنت القبة المدعوة قدس الأقداس والتابوت المصفح بالذهب من كل جانب، وألواح العهد المكتوبة بأصبع الله، والقسط الذهب والمن مخفى فيه مثال ابن الله الذى أتى وحل فيه وتجسد بوحدانية غير مفترقة؛ دعيتي أم الله الملك الحقيقي ومن بعد الميلاد بقيتي عذراء كما قال حزقيال النبي. يا مريم ممجد هو عمانوئيل الذى ولدتيه من أجل هذا حفظك بغير فساد، تشبهتي بالسلم الذى رآه يعقوب مرتفعاً إلى علو السماء، السلام لك أيتها المنارة النقية التى حملت مصباح اللاهوت، إفرحي يا رجاء خلاص المسكونة كلها لأنه من أجل طهارتك صرنا أحراراً من لعنة حواء ومن أجلك صرناً مسكناً للروح القدس هذا الذى حل عليك وطهرك، من أجل هذا نحن نعيد عيداً روحانياً صارخين مع الملك داود المرتل قائلين: قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت موضع قدسك الذى إخترته الذى هو أنت يا مريم العذراء، السلام لك أيتها المائدة الروحانية التى منها أخذ خبز الحياة لكل أحد، السلام لك يا فخرنا ورجاءنا وثباتنا بظهور إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح منك، نعظمك بإستحقاق مع أليصابات نسيبتك قائلين: "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك" السلام لفخر جنسنا التى ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة عند ابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ويسامحنا على هفواتنا ويثبتنا على الإيمان المستقيم إلى النفس الآخير الذى له المجد الدائم إلى الأبد أمين. |
|