رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني" (متى 16: 24). يشترط يسوع لمن يريد أن يتبعه أن يزهد في نفسه. وهذا الأمر يتطلب منه أن يقطع كل ما يشدُّ الإنْسَان إلى العَالَم الأرضي والأسرة والمَال ومَسرَّات هذا الدهر:" لا تُحِبُّوا العَالَم وما في العَالَم. مَن أَحَبَّ العَالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العَالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العَالَم. العَالَم يَزولُ هو وشَهَواتُه. أَمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد" (1 يوحنا 2: 15-17). ويُعلق الرَّاهب الدومنيكاني جان تولير "عليك التَّخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى" (العظة 59، الرّابعة بمناسبة عيد ارتفاع الصَّليب). فالزُّهد في النَّفس معناه أنّنا في كلّ لحظة من حياتنا نقول (لا) للذات، ونقول (نعم) للربّ. فالزُّهد في النَّفس يعني إنزال الذَّات من على العرش، وتمليك الرَّبّ على هذا العرش، وبكلمة أخرى، هو اتِّخاذ إنجيل التَّطويبات قاعدة للحياة. |
|