لنُدرك يا إخوتي أن الخطية ليست مجرد فعل عمل شر، إنما مشكلة الخطية الموت [ لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم ] (حكمة2: 24)، لذلك المشكلة ليست في الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان بل المشكلة في الخضوع لسلطان الموت نفسه والخوف منه: [ ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين2: 15)
فإرادة الإنسان مسلوبة بالموت، لأن الكل وقع تحت سلطان الموت حتى لو عمل كل أعمال الصلاح، فهي في النهاية عبادة ميتة لذلك قال الرسول : [ ثم أن كانت خدمة الموت (الكل كان يخدم وهو تحت سلطان الموت) المنقوشة بأحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو اسرائيل ان ينظروا الى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل] (كو3: 7)…
ولماذا قد ظهر الناموس بكل طقوسه وأُعطي لشعب الله واستلمه موسى مع العلم: [ لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه لأن بالناموس معرفة الخطية ] (رو3: 20)، [ من أجل ذلك كإنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ] (رو5: 12)، [ فلماذا الناموس؟: قد زيد بسبب التعديات، إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له، مرتباً بملائكة في يد وسيط ] (غلا3: 19)، [ أما شوكة الموت فهي الخطية وقوة الخطية هي الناموس ] (1كو15: 56)،[ إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان ] (غلا3: 24)
والإنسان يميل كلياً نحو الموت الذي يعمل فيه ولا يستطيع ان يبصر نور الحياة: [ لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش ] (خر33: 20)، فالإنسان واقع تحت سلطان الموت وليس مجرد فعل خطية أو أعمال صالحة، لأنه لم يُرضي أحد الله قط ولا حتى بالأعمال الصالحة: [ قد ملك الموت من آدم إلى موسى وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي ] (رو5: 14)، [ ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت (الإنسان العتيق الميت والمالك عليه الموت قبل عمل المسيح) ] (رو7: 24)، [ فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله ] (رو8: 8).
إذن المشكلة كلها في مُلك الموت على الإنسان وتسلطه ليسلب إرادته ليخضع دائماً له، لأنه لم يفلت إنسان – مهما ما كانت تقواه – من سلطانه عليه، فالجميع ماتوا، فاليهود أنفسهم لوعيهم بالموت ومعرفتهم أن الكل مات وينتظروا مخلص يُخلصهم من سلطان هذا الموت قالوا للمسيح الرب: [ ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات والأنبياء ماتوا من تجعل نفسك ] (يو8: 53)، والرب نفسه قال عن نفسه كخبز حي: [ هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فأنه يحيا إلى الأبد ] (يو6: 58)
لذلك ظهر مخلصنا الصالح محققاً الوعد الذي وعد به: [ من يد الهاوية أفديهم من الموت أُخلصهم أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية، تختفي الندامة عن عيني ] (هو13: 14)، ولذلك قال الرسول: [ حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبرّ للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا ] (رو5: 21)، فحق لنا أن نهتف بالروح قائلين: [ أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ] (1كو15: 55)
وفي النهاية لنصغي لكلمات الرسول: [ لأني لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم لليوناني. لأن فيه مُعلن برّ الله بإيمان لإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا ] (رو1: 16 – 17)، وقد قال الرب بفمه: [ قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي و لو مات فسيحيا ] (يو11: 25)، [ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ] (يو7: 38)، [ الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها لأني ماضٍ إلى أبي ] (يو14: 12)..
إذن الأعمال التي تُرضي الله تخرج من الحي الذي هو يسوع المسيح الذي أن آمنا به كطريق وحق وحياة نخلص ونجد مرعى وبه نعمل أعماله التي ستظهر عظيمة جداً لأنه بنا يعمل، وأعمالنا كلها به معموله، لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد، ولنصغي لكلمات النعمة المكتوبة لنستوعب السر ونفهم ونتجه بالإيمان لله ونعيش ونطبق أعمال المسيح الرب بسهولة في حياتنا لأجل ما نلناه منه كإله حي وحضور مُحيي في حياتنا وقلبنا الداخلي:
+ أنا هو الباب أن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى (يو10: 9)
+ لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص (رو10: 13)
+ لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع (خليقة جديدة) لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أف2: 10)
+ وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة (يو3: 21)
إذن يا إخوتي ليست المشكلة في ماذا نعمل نحن بل ما يملأ به الله حياتنا ويعطينا من نعمة حتى نعيش كما أعطانا هو وليس حسب ما نعمل نحن من أنفسنا، لأننا بدونه لن نستطيع أن نفعل شيئاً، وخارجاً عنه لن نبصر الله ويستحيل أن نُرضيه قط