قال السيد المسيح " أبى يعمل حتى الآن ، و أنا أيضاً أعمل " و نود أن نركز على العبارة الأخيرة 00 و قال بولس الرسول عن نفسه و عن زميله أبولس " فإننا نحن عاملان مع الله " ( 1كو 3 : 9 ) 0
إن الله يمكنه أن يعمل كل شئ وحده 0 و لكنه لا يشاء ، إنه يريدك أن تعمل معه 0
و ليس أن تعمل فقط ، بل ايضاً يريدك أن تتعب فى العمل ، مجاهداً ، و هو سيعطى كل واحد أجرته بحسب تعبه ( 1كو 3 : 8 )
و عمل الله ، ليس معناه أن يكسل البشر 00
و هوذا الرب فى سفر الرؤيا يطوب ملاك كنيسة أفسس على عمله و تعبه ، فيقول له : أنا عارف أعمالك ، و تعبك ، و صبرك ، و قد احتملت ، و لك صبر ، و تعبت من أجل إسمى و لم تكل " ( رؤ 2 : 2 ، 3 ) 0
و العمل - بالنسبة إلى الروحانيين - هو شركة مع الله ، شركة مع الروح القدس ، شركة مع الطبيعة الإلهية فى العمل 00 إنه استعداد الإرادة للشركة مع الله بل اشتراكها فعلاً 00 لهذا نحن نقول للرب فى أوشية المسافرين " إشترك فى العمل مع عبيدك " 0
و ليس الإعتماد على الله لوناً من التواكل ز اللامبالاة ، إنما هو شركة فى العمل ، معتمدة على قوة الله 0 و بالعمل يختبر الله مدى محبتنا له ، و مدى طاعتنا 0
و المحبة كما قال القديس يوحنا الرسول " لا تكون بالكلام و لا باللسان ، بل بالعمل و الحق " ( 1يو 3 : 18 ) إن داود النبى مع إيمانه بأن " الحرب للرب " ، و إيمانه بأن الله سيعمل ، و إلا أنه أخذ مقلاعه و حصواته ، تقدم إلى الصف ، أمام جليات00 لذلك إعمل ، وطلب
من الله أن يشترك معك فى العمل 0 و حذار أن تكسل ، فإن الله لا يحب الكسالى 00
عليك أن تغرس و أن تسقى ، و الله هو الذى ينمى 00
حقا تقول فى أتضاع " ليس الغارس شيئاً ، و لا الساقى شيئاً 00 و لكن الله الذى ينمى ما تغرسه و ما تسقيه و ما تتعب فيه 00