لا يكفي أن نكون مدعوّين ونقول "نعم" على مستوى الكلام لكي يتأمّن لنا الخلاص والمشاركة في وليمة العُرْس، بل لا بدَّ من العمل والعيش بحسب المتطلّبات التي يفرضها هذه الدعوة. فلا يكفي أن نكون معمّدين لكي نكون جزءًا من الجماعة التي تلتئم يوم الأحد: بل يجب أن نعمل إرادة الآب لكي نشارك في العيد الأخير، عيد الخلاص.
ولا يجوز لنا ان نكون في داخل ردهة العُرْس، وقلبَنا في الخارج. لهذا يقول القديس ايرونيموس “ثوب العُرْس هي وصايا الرب والأعمال التي تتمِّم الناموس والإنجيل"؛ فالمطلوب ان نجعل وصايا الله معطفنا المطلوب الظهور به أمام العرش السماوي. ويُعلق القديس اوغسطينوس "من يأتي إلى وليمة العُرْس بدون ثوب العُرْس إنّما هو ذاك الذي له إيمان بدون حب "، فلا عجب ان يوصينا بولس الرسول انه علينا ان نلبس المسيح: " فإِنَّكم جَميعًا، وقَدِ اعتَمَدتُم في المسيح، قد لَبِستُمُ المسيح" (غلاطية 3: 27)، ويضيف بولس الرسول قائلا ان نلبس الانسان الجديد: "فَتَلبَسوا الإِنسانَ الجَديدَ الَّذي خُلِقَ على صُورةِ اللهِ في البِرِّ وقَداسةِ الحَقّ"(أفسس 4: 24). فالخلاص ليس عملية تلقائية قائمة بذاتها، انما تتطلب لبس ثوب العُرْس أي التجاوب مع نِعّم الله وعطاياه. وهذا الامر اوصاه بولس الرسول " البَسوا فَوقَ ذلِك كُلِّه ثَوبَ المَحبَّة فإنَّها رِباطُ الكَمال" (قولسي 3: 14).