كيفيَّة ضبط التقويم
إنّ مسألة ضبط التقويم ليست عقائدية حتى تقلقنا، فقبل أن يجرى الغربيون تعديلهم أجراه وأيده علماء الفلك، فالمسألة إذن فلكية بحتة! فما الذي يضيرنا من ضبط التقويم وقد ضبطه غيرنا؟! إنها حالة يمكن تشبيهها بإنسان مات وترك ساعتين لابنيه ولكن غير مضبوطتين، واحد ذهب برضاه للساعاتي وضبط ما فيها من عيب، والآخر رفض وتشدد بأن هذه الساعة عزيزة علىّ لأنَّها ميراث من أبى وسوف أتركها كما هى، هذا هو شأننا!
ألسنا نتناول جسد الرب ودمه تحت أعراض الخبز والخمر، دون أن نسأل في حقل من زُرع القمح؟ أو بيد من غُرس أو حُصد أو طُحن..؟ ربَّما تكون يد مسيحي أو غير مسيحي، وما نقوله عن القمح نقوله عن نتاج الكرمة أيضاً.. وعلى صانع الصينية والكأس والذي وضع رسم الكنيسة وبناها.. فالكنيسة لا يهمَّها اليد التي صنعت، إنَّما الشخص الذي يقدّس والصلوات التي عن طريقها يتحوّل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه.
بكل بساطة وبدون الدخول في تفصيلات، نبدأ سنة الشهداء في عام يُتفق عليه قبل موعده بـ (13 يوماً) - الفرق الآن بين السنة الميلادية وسنة الشهداء - وتسير المواسم والأعياد في موعدها بدون خلخلة، مثل إنسان عنده دولاب فيه كتب وحركه بما فيه (13سم)، هل حدث تغيير في صفوف الكتب والرفوف؟ وبذلك يصبح عيد الميلاد عندنا موازياً لـ (25 ديسمبر) ميعاد عيد الميلاد عند الغرب كما كان من قبل.
نفترض أنَّ قطاران قد خرجا من القاهرة إلى الإسكندرية ليصلا في وقت واحد، فسبق أحدهما الآخر في الطريق، فضاعف الآخر سرعته فوصل القطاران في وقت واحد، فهل يمدح واحد ويُذم الآخر؟!
أمَّا لضبط فروق المستقبل فيمكن حذف (3 أيام) كل (400 سنة)، وهذه أيضاً ليست معضلة، فالسنوات القرنية التي لا تقبل القسمة على (400) يُحذف منها يوم، مثل السنوات (1700، 1800، 1900)، أما سنة (2000) لأنها تقبل القسمة على(400) بدون باقي فهى تُعد كبيسة، وهكذا كل حقبة مقدارها (400) فيتم حذف(3)أيام .