سجود بأمر من الله
21- سجود أخوة يوسف له، كان بوحي من الله. وكان مؤيدًا برؤى إلهية حكاها يوسف لوالديه وأخوته. فالأمر إذن متفق مع مشيئة الله، وبتدبير منه.
قال لإخوته عن حلمه: "وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي" (تك 37: 7). وقال لأبويه: "حلمت حلمًا أيضًا. وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا ساجدة لي.. فانتهره أبوه قائلا: هل نأتي أنا وأمك وأخوتك ونسجد لك" (تك 37: 9، 10).
22- ومن البركة الإلهية التي نالها يعقوب أبو الآباء، أن يسجد له أخوته، وتسجد له شعوب وقبائل. هكذا كانت البركة:
"ليستعبد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك" (تك 27: 29).
23- ولئلا يظن البعض أن بركة السجود للغير، أو طاعته وخضوعه، كانت في العهد القديم فقط، نأخذ مثلًا واضحًا له في العهد الجديد، في سفر الرؤيا. وذلك في الرسالة إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا، حيث قال الرب عن القائلين إنهم يهود، وهم ليسوا يهودا بل يكذبون:
"هأنذا أصيرهم يأتون، ويسجدون أمام رجليك، ويعرفون أني أنا أحببتك" (رؤ 3: 9).
ومادام هؤلاء سيسجدون لراعى كنيسة فيلادلفيا، بأمر إلهي ومشيئة إلهية، إذن مثل هذا السجود ليس خطية.