رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة فوستينا 24 كانون الأول 1934. عشية عيد الميلاد . في قدّاس الصباح شعرتُ بقرب الله منّي. غرقت روحي بالله رغم أنني كدتُ لا أعي ذلك. سمعتُ فجأة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّي المملوء سعادة، تطمئنّ روحي إليكِ». بعد هذه الكلمات شعرتُ بالرب ينظر داخل أعماق قلبي. إذا رأيت تعاستي، تواضعت بالروح ودهشتُ لعظمة رحمة الله، فالرب الكلّي سموّه يقترب مني تعاسة كهذه… ملأ الفرح نفسي وقت المناولة المقدّسة. شعرتُ أنني متّحدة إتحادًا وثيقًا بالألوهية. فقدرته لفّت كل كياني. وطيلة النهار شعرتُ بقرب الله منّي بشكل خاص. ورغم أنّ واجباتي حالا دون ذهابي إلى الكنيسة طيلة النهار ولو لوقت قصير، فلم تمض برهة لم أكن فيها متّحدة بالله. شعرتُ بوجوده داخلي بوضوح لم يسبق له مثيل. بينما كنتُ أحيّي العذراء دون انقطاع وألج في روحها، توسّلت إليها أن تعلّمني الحبّ الحقيقي. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «سأشاركك في سرّ سعادتي هذه الليلة وقت القدّاس». تعشّينا قبل الساعة السادسة. رغم كل الفرح والضجة الخارجية التي رافقت تقاسم الحلويات وتبادل الأمنيات الطيبة لم أترك برهة تضيع دون أن أشعر بحضور الله فيّ. أسرعنا بعد العشاء لإتمام عملنا وعند الساعة التاسعة استطعت أن أذهب إلى الكنيسة للعبادة. قد سُمِحَ لي أن أسهر وأنتظر قدّاس نصف الليل. كنتُ سعيدة بالوقت الحر بين الساعة التاسعة ونصف الليل. من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة قدّمت عبادتي من أجل أهلي وكل العائلة. ومن العاشرة إلى الحادية عشر قدّمتها على نية مرشدي الروحي شاكرة الله أولًا على إعطائه لي هذه المساعدة الكبيرة المنظورة هنا على الأرض، كما سبق ووعدني. وسألت الله أيضًا أن يهبني النور اللازم لمعرفة نفسي وللسير حسب ما يرضيه. ومن الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل صلّيت من أجل الكنيسة المقدّسة ومن أجل الأكليروس، من أجل الخطاة ومن أجل الرسالات ومن أجل ديرنا. وقدّمت الغفرانات من أجل نفوس المطهر. |
|