رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لو لم يقدس السيد المسيح مياه الأردن لصارت المعمودية مياه مجردة بلا فاعلية، لهذا يقول القديس أمبروسيوس: أنها [تحمل نعمة المسيح]. وفي الطقس القبطي ترشم المياه بالصليب، ويغطس الصليب فيها إعلانًا عن أن المصلوب - تابوت العهد الحقيقي- قد دخل الأردن وقدّسه. لقد طلب العرفاء من الشعب أن يكون بينهم وبين التابوت نحو ألفي ذراع قياس، ذلك لأن رقم 2 يشير للحب الذي يجعل الاثنين- المحب والمحبوب- واحدًا، لأن الحب جاء في الوصيتين الأولى والثانية من الناموس، وقد دفع السامري الصالح درهمين للفندق من أجل محبته لله ولأخيه الجريح، وقدمت الأرملة فلسين علامة محبتها لله والناس. أما رقم 1000 فيشير للحياة السماوية، لذلك فإن رقم 2000 يشير إلى الحب على المستوى السماوي الروحي، سواء كان الحب لله أم للناس. كأن طالب العماد يلزم لكي ينال بركات المعمودية أن يقبل الحب الجديد في مياه المعمودية. بهذا ينعم المعمد ببركة سكنى الله فيه، هذا الذي لا يسكن إلاَّ في القلوب المتسعة حبًا. يقول القديس أغسطينوس: [إن وُجد الحب إنما يوجد تكميل الناموس أيضًا (رو 13: 10)، حيث يسكن الله فيك، وتكن أنت عرشًا له ]. إن كنا في مياه المعمودية نصير أعضاء مقدسة في جسد المسيح، فإننا بالحقيقية نحمل سمته التي عبر عنها القديس يوحنا الحبيب: "الله محبة" (1 يو 4: 8)، وإن كانت المعمودية هي ميلادًا جديدًا فإن الرسول يؤكد: "كل من يحب فقد وُلد من الله ويعرف الله، ومن لا يحب لا يعرف الله" (1 يو 4: 7-8)، وكأن من يغلق قلبه عن الله والناس لا ينفعه ميلاده في مياه المعمودية شيئًا، بل يكون سرّ دينونة عليه... نال إمكانية الحب خلال الميلاد الجديد لكنه لم يمارسه. وإن كانت المعمودية هي سرّ استنارة النفس، فإنه بدون الحب يعيش الإنسان في الظلمة، كقول الرسول: "من قال أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة (1 يو 2: 9)... هكذا لا يمكن عزل الأردن عن طبيعة الحب السماوي الموهوبة لنا بالروح القدس. أما قوله: "لا تقربوا منه لكي تعرفوا الطريق الذي تسيرون فيه، لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل" [4]، إنما يشير إلى أن هذا الطريق جديد بالنسسبة لنا، لم نختبره من قبل، ولم يكن ممكنًا التمتع والاقتراب إليه لو لم يدخل السيد أولًا ويفتحه! إن كان عبور يشوع يمثل عبور يسوع المسيح كمخلص لنا، لأن كلمة يشوع تعني "يهوه الخلاص"، فإن عبور التابوت يشير إليه ككلمة الله، إذ يحمل داخله لوحي الشريعة، وعبور الكهنة يشير إليه كرئيس كهنة أعظم، وكأننا في مياه المعمودية نلتقي بيسوعنا المخلص، كلمة الله واهب الحياة، رئيس الكهنة الذي يشفع فينا لدى الآب خلال دمه الكريم. فيها نثبت في جسده المقدس لننال خلاصنا وننعم بحياته فينا، وتصير لنا دالة لدى الآب خلاله! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يشوع وتشتد الهجمات بعد عبور |
ما هو وجه الاختلاف بينه وبين عبور نهر الأردن تحت قيادة يشوع بن نون |
عبور نهر الأردن تحت قيادة يشوع |
عبور يشوع نهر الأردن |
ما هو معني قبول يسوع المسيح كمخلص شخصي؟ |