|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حديثها عن الدموع وضرورة التمسك بالوصايا الإلهية 21- وهكذا انفردت بنفسها لعمل الأعمال الصالحة حتى أصبحت آنية صالحة لله. وفى وقت مبكر (من حياتها) صارت مزدهرة بالفضائل، وأصبح اجتيازها للمحن الكثيرة ذو رائحة ذكية معروفة للكل، كقول الكتاب: "ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف" (مت 10: 26). لأن من عرف الله في محبته فهو يبشر به لكل السامعين من خلال حياته المتجددة. وهكذا فضلت أن تتعرض من أجل الهدف الأعظم، وذلك بالنمو وتهذيب نفسها بالصلوات الخاصة، وأنا حينما أتكلم معكم عن حياتها بالأكثر من أجل اشتياقكم للمنفعة والفائدة. وقد سألها المرافقين لها كعادتهن، كيف ينبغي أن نخلص؟ فقالت لهم: "بالأنين المتواصل، والنظام المنضبط، والدموع الكثيرة نسعى إلى الخلاص، والذي يبذل كل الجهد في حياته الخاصة يختبر بنفسه استجابة الدموع". واللاتي رافقنها التزموا بكلامها عن عظمة الله، وكن يندهشن ويتملكهن الرهبة من كلامها الهادئ المريح عندما يزورونها في غرفتها. وبعد وقت من جهادتها الكثيرة المباركة، وانعزالها المتكرر وتذللها، صارت تتكلم باتضاع، كقول الكتاب: "لا تسلب الفقير لكونه فقيرًا" (أم 22: 22). واللاتي كن يحرصن على سؤالها والاستماع إليها أكثر من غيرهن، كن يستقبلن كلامها مثل العسل وشهد العسل، وكن يقلن نقلًا عنها: "مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا" (مت 10: 8). وكانت تقول أيضًا: "من يهتم بإخفاء العملات المعدنية (أي جمع المال)، بدلًا من أن يطرح نفسه في الخضوع والتذلل فإنه لا يهتم بالدينونة والعقاب". وكانت تقول لهن:" أظهروا أنتم بالعمل بعض ما لكم أقوله أنا الخاطئة". "وإن تمسكنا معًا بالرب المعلم، لا ينزع منا فيض ينبوع الروح القدس، ويطعم صدورنا من لبن الوصية الجديدة والعتيقة، كما يقول الكتاب: "كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلًا رب بيت يخرج من كنزه جددًا وعتقاء" (مت 13: 52)،ولأن معلمنا هو واحد فنحن نختبر بأنفسنا إعلانه من الكتاب المقدس، ونتعلم منه، وبالاجتهاد في السهر واليقظة وقرع الصدر نحصل على الفضائل. ويجب أن نتطلع إلى أن نكون كاملين، وأن نصبح أكثر قوة وقدرة، وأن نبتعد عن الأعمال الصبيانية، وعمومًا معلمنا يشجعنا على ذلك". وتلك الطوباوية كانت تستمع إلى الأفكار وتبكى مثل صراخ مولود جديد. واللاتي كن يجتمعن معها كن يمتنعن عن سؤالها مرة ثانية ويطلبون منها أن تتوقف عن البكاء. وأيضًا مرات كثيرة تصير هادئة وفى سلام، وساعتها يفضلن أن يسألونها. وكانت تعطف عليهم وتميز الكلام، ولا تهتم بمدحها. وكانت تزرع المحبة في الحاضرين معها وتختار الكلمات التي تقولها لهم. |
|