عاش ابن سيراخ في عالم ساده الفكر والثقافة الهيلينية. إذ لم يكن اليهود وَهُم في وطنهم أحرارًا سياسيًا، إنما كان يسيطر على مجتمعهم الأفكار الهيلينية سواء كانوا تحت سيطرة مصر أو سوريا. كانت أرض الموعد تُعانِي من الصراعات سواء في عصر البطالمة أو السلوقيين. كان البطالمة غالبًا ما يتبنُّون النظام الفارسي في الإدارة، حيث كان رئيس الكهنة اليهودي ليس قائدًا روحيًا فحسب، بل ويشبه أميرًا يجمع الجزية لحساب مصر. خضع النصيب الأكبر من اليهود ودفعوا الجزية للعرش المصري فعاشوا في سلامٍ نسبي، وانتفعوا بخبرة المصريين في الزراعة والتجارة. أما بعد خضوعهم للسلوقيين، فقد رحَّب رئيس الكهنة سمعان الثاني بالسوريين، فساعدوه على إصلاح الهيكل.