19 - 05 - 2021, 11:26 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هو الربُّ!
فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا. فَأَلْقَوْا،
وَلَمْ ..يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ
( يو 21: 6 )
يوجد درس هام في يوحنا21 هو أن اعتمادنا بالكامل إنما هو على إرشادات الرب لنا في عملنا لأجل اسمه، وبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا ( يو 15: 4 )، وكذلك بدونه تذهب كل جهودنا هباءً. وكم يكون هذا درسًا مؤلمًا! فالتلاميذ بقيادة بطرس ظلوا يتصيدون ليلة كاملة ولم يُمسكوا شيئًا (ع3)، وبعدئذٍ، وفي ضباب الصباح رأوا على الشاطئ رجلاً لم يتعرَّفوا عليه في الحال. وسألهم الرجل عما إذا كان معهم إدامًا (ع5). وكلمة «إدام» تَرِد في بعض الترجمات بمعنى ”طعام“ أو ”شيء من الطعام“ أو ”شيء يؤكل“، وفي البعض الآخر تَرِد بمعنى ”لحم“ أو ”سمك“. ومهما كان معنى الكلمة الأصلية، فإن المقصود به هو ”السمك“، والذي يؤكل مع الخبز ليُعطيه طعمًا (ع9).
وباختصار فقد سألهم الرب عما إذا كانوا قد أمسكوا شيئًا تلك الليلة، وكان لا بد أن يقرروا بأن كل جهودهم قد ذهبت هباءً. وحتى تلك اللحظة لم يكونوا قد تعرَّفوا بعد على هذا الشخص الغريب، ولكنه تكلَّم بسلطان حتى إنهم أطاعوا أمره وألقوا الشبكة على كلمة الرب ( لو 5: 6 ، 7)، وأيضًا كانت النتيجة مُعجزية حتى إنهم لم يكونوا قادرين على جذب الشبكة من كثرة السمك (ع6).
ولقد أُزيل الغموض في الحال. فيوحنا ـ الذي عرف سيِّده جيدًا، لأنه كان قريبًا جدًا منه - فَهم أن هذا الرجل لا يمكن أن يكون أحدًا سوى الرب، فقال لبطرس: «هُو الرَّب!». ومرة أخرى أظهر بطرس شخصيته المندفعة إذ ألقى بنفسه في البحر ليصل إلى الرب بأسرع ما يمكن (ع7). ولقد أظهر مثل هذه الرغبة سابقًا عندما مشى الرب على البحر ( مت 14: 28 ). وإنه لأمر طيب أن نشتاق إلى محضر الرب. أما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة «وهم يجرُّون شبكة السمك» (ع8). وبالمفارقة مع ما جرى في لوقا5، فإن الشبكة لم تتخرق، ولم تأخذ السفينة في الغَرَق. كان بطرس هو الذي جذب الشبكة إلى الأرض «مُمتلئة سمكًا كبيرًا، مئة وثلاثًا وخمسين» (ع11). ولنتذكَّر أنه عندما دَعَى التلاميذ الأوائل كان بطرس يُلْقي «شبكة في البحر» ( مت 4: 18 ). ويصوِّر لنا الصيد المعجزي للسمك، العمل الذي لا بد أن يجري بين الأمم بالاعتماد على الرب. كان على التلاميذ أن يُلقوا شبكة الإنجيل، وأن يجمعوا مختاري الله المُعيَّنين للحياة الأبدية. .
|