القديس نيكولا تاﭬـيـليتش الراهب الفرنسيسكاني المُبشِّر الشهيد شفيع كرواتيا

[walaa farouk]

القديس نيكولا تاﭬـيـليتش
الراهب الفرنسيسكاني
المُبشِّر الشهيد
شفيع كرواتيا
ورفاقه الشهداء
St. Nikola Tavelić
Franciscan friar
Missionary & Martyr
Patron of Croatia
(عيده 14 نوﭬمبر)
✝️الميلاد:
وُلد "نيكولا" حوالي عام 1340م، في شيبنك، وهي مدينة ساحلية بدولة كرواتيا.
غير معروف الكثير عن نشأته، لكنه التحق بدير إخوة يسوع الأصاغر (الفرنسيسكان)
بقرية باريبير التابعة لمسقط رأسه شيبنك، في مطلع شبابه.
وقد كانت باريبير هي معقل عائلة نبيلة وقوية تسمى عائلة "شوبتش".
✝️أول طريق الرسالة:
بعد سيامة نيكولا الكهنوتية، كان هو واحداً من بين 60 راهباً من الأديرة الفرنسيسكانية،
استجابوا لنداء الخادم الإقليمي البوسني لرهبنة الفرنسيسكان
، والذي كان متحمساً لمرسوم باباوي،
بعنوان " Prae cunctis" أي "فوق الكل" أصدره البابا "نيكولاس الرابع" عام 1291م،
(وهو نفسه راهب فرنسيسكاني بالأساس)،
وهو مرسوم يشجع المكرسين ذوي التكوين الروحي والكتابي الجيد، على تكوين إرسالية للبوسنة
تعالج بعض الهرطقات التي كانت قد بدأت في الظهور بالكنيسة البوسنية.
لمدة اثنتي عشر عاماً، قضاها الأب نيكولا تاﭬـيلتش بالبوسنة،
علّم خلالها تعليم الكنيسة الجامعة، المبني على كلمات الإنجيل
، وكان أبرز أعضاء الإرسالية من حيث الجهد والحماس الرسولي،
وتسبب ورفاقه المرسلين، في عودة حوالي خمسين ألف بوسني
إلى إيمان الكنيسة الجامعة بعيداً عن الهرطقات. كان ذلك بحسب رسالة الخادم الإقليمي البوسني
إلى البابا نيكولاس الرابع، والتي أطلعه فيها ببالغ السرور على نجاحات الإرسالية.
✝️إلى الجلجثة:
في عام 1384م، طُلِب إلى الأب تاﭬـيلتش، الإنتقال إلى أورشليم للخدمة
هناك ضمن حرّاس الأراضي المقدسة، وهي خدمة تتبع الرهبنة الفرنسيسكانية،
وتُبنى على إعمار الكنائس الأثرية هناك، وخدمة الحُجّاج الروحيين،
روحياً بمساعدتهم على التأمل والصلاة والتوبة، وجسدياً بتقديم الطعام والعلاج لهم.
هناك التقى برفاق جدد من رهبنته هُم: الفرنسيين "ديودا أليبير من روديه" و"بيار من ناربون"،
والإيطالي "ستيفانو من كونيو".
عاش الأربعة في دير جبل صهيون، الرهبانية القديمة
التي كان يحتفظ بها الإخوة الأصاغر في المدينة المقدسة، حيث أمضوا عدة سنوات في تعلم اللغة العربية (لكون المنطقة تحت سُلطة العرب في تلك الفترة) وكذلك أعمال الخدمة في الأماكن المقدسة المرتبطة بحياة الرب يسوع، والتي عُهد إليها برعاية الرهبان. رهبنة الإخوة الأصاغر والتي لا تزال تجتذب الحجاج من أوروبا المسيحية.
بسبب شهادة حياتهم، وكونهم أناجيل مُعاشة، بدأ يتقرب إليهم بعض المسلمين،
ليعرفوا المزيد عن الإيمان المسيحي، وبالفعل كانت هناك بعض حالات التحول إلى الإيمان بالمسيح يسوع المخلَّص.
في تلك الفترة شعر الرهبان الأربعة بأهمية تعريف من لم يصلهم خبر الإيمان،
بشكل علني ودون خوف أو سرّية، وأن هذا واجبهم من أجل خلاص كثيرين، فقرروا أن يبشروا الناس علانية،
وبلغت بهم الشجاعة في يوم صباح يوم 11 نوﭬمبر 1391م، أن يُبشروا المجتمعين لجلسات القضاء أمام مسجد عمر بن الخطاب،
لدى مُفتي القدس في تلك الفترة. حيث بشروا الحضور بخلاص المسيح ووصاياه وتعاليمه
، حتى أنهم دعوا القاضي نفسه لقبول الإيمان بشخص المسيح يسوع وتعاليمه وصلبه وقيامته.
في الحال تم اعتقالهم، ولم يكن هناك نيّة لقتلهم، بل للضغط عليهم لاعتناق الإسلام،
مما يجعل تبشيرهم السابق بلا أثر، ويضعف إيمان من تحولوا إلى المسيحية.
لكن برغم كل الضغوط والعذابات الجسدية والنفسية، رفض الرهبان –
بقيادة الأب تاﭬـيلتش - التخلّي عن إيمانهم.
تم إعطائهم مهلة أخرى لبضعة ساعات يختارون فيها النجاة بحياتهم باعتناق الإسلام
، أو الإعدام. أصرّ الرهبان الأربعة على تمسُّكهم بإيمانهم وبصدق ما بشّروا به.
✝️الاستشهاد:
في صباح يوم 14 نوﭬمبر 1391م، تم اقتياد الرهبان الأربعة إلى بوابة يافا،
وبسؤالهم علناً عن إيمانهم، أعلنوا إيمانهم بالمسيح يسوع، فتم إعدامهم بقطع الرأس،
ثم التمثيل بجثامينهم، حيث قُطِعت إلى أشلاء ثم أُحرِقت حتى صارت رماداً.
✝️التطويب والقداسة:
تم تطويبهم عام 1889م، عن يد البابا "لاون الثالث عشر".
تم إعلان قداستهم عام 1970م، عن يد القديس البابا "بولس السادس".
تعيد الكنيسة الجامعة للقديس نيكولا تاﭬـيلتش، ورفاقه الشهداء يوم 14 نوﭬمبر،
هو أول قديسي كرواتيا وشفيعها، وهو شفيع الإرساليات التبشيرية.
مزاره الرئيسي هو دير جبل صهيون بأورشليم،
وكذلك كنيسة الآباء الفرنسيسكان بـمدينة شيبنك – كرواتيا.
شهادة حياته وبركة شفاعته، فلتكن معنا. آمين.