المخ يريد السكر، ثم المزيد من السكر
بغض النظر عن حاجتنا إلى الطعام لتقوية أجسامنا، يعاني العديد من الأشخاص من الرغبة الشديدة في الطعام، وخاصة عند الضغط أو الجوع أو مواجهة عرض مغري من الكعك في المقهى، ولمقاومة الرغبة الشديدة، نحتاج إلى منع استجابتنا الطبيعية للإنغماس في هذه الأطعمة اللذيذة، وتعد شبكة الخلايا العصبية المثبطة أمرا بالغ الأهمية للتحكم في السلوك، وتتركز هذه الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي وهي منطقة رئيسية في المخ تشارك في صنع القرار والتحكم في الإندفاع وتأخير الإشباع.
تشبه الخلايا العصبية المثبطة فرامل المخ ويسمى حمض غاما - أمينوبيوتيريك GABA الكيميائي، وأظهرت الأبحاث التي أجريت على الفئران أن تناول الوجبات الغذائية عالية السكر يمكن أن تغير الخلايا العصبية المثبطة، كما كانت الفئران التي تتغذى على السكر أقل قدرة على التحكم في سلوكها واتخاذ القرارات، والأهم من ذلك، أن هذا يظهر أن ما نأكله يمكن أن يؤثر على قدرتنا على مقاومة الإغراءات وقد يكون سببا في صعوبة تغييرات النظام الغذائي على الناس.
طلبت دراسة حديثة من الناس تقييم مدى رغبتهم في تناول الأطعمة الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية عندما كانوا يشعرون بالجوع مقابل عندما تناولوا طعامهم مؤخرا، والأشخاص الذين تناولوا بانتظام نظاما غذائيا يحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة عالية من السكر قاموا بتقييم رغبتهم في تناول وجبات خفيفة أعلى حتى عندما لم يكونوا جائعين، وهذا يشير إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر بإنتظام يمكن أن يؤدي إلى تضخم الرغبة الشديدة مما يخلق دائرة مفرغة من الرغبة في المزيد والمزيد من هذه الأطعمة.