|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَسرَعَ الَّذي أَخَذَ الوَزَنات الخَمسَ إلى المُتاجَرَةِ بِها فَربِحَ خَمسَ وَزَنات غَيرَها تشير عبارة "فأَسرَعَ" في الأصل اليوناني εὐθέως πορευθεὶς (معناها ذهب في الحال) إلى مهارة الخَادِم الأول وأمانته بالنسبة للزمن، والعمل النَّشيط والمتواصل دون توقُّف واغتنام فرص الرِّبْح الأوفر في سُرعة التَّنفيذ والغَيْرة على أمر السَّيد وتكليفه؛ بل وهذه الكلمة " في الحال" تضيف أيضا لحساب الخَادِم ما هو أكثر من الرِّبْح المادي، إذ تكشف عن فرح الخَادِم بثقة السَّيد والعمل على حسن ظنِّه به. ويلاحظ أنه بمجرَّد تسلُّمه الوَزَنات وسفر السَّيد، مضى في الحال. أمَّا عبارة "صاحب الوَزَنات الخَمسَ" فتشير إلى إمكانية الرجل بتحمل مَسْؤوُلِيَّة خَمْس وزنات، وهو رمز الإنسان الذي يستخدم مواهبه خلال أبواب حواسه الخَمْسة. أمَّا عبارة "َربِحَ خَمْس وَزَنات غَيرَها" فتشير إلى تضاعف أمواله نتيجة اجتهاد الخَادِم. فقد قابل الخَادِم الثِّقة بالثِّقة فرَبِح الطّاق طاقَيْن. وهذا ما يُذكْرنا قول داود النَّبي "ماذا أَرُدُّ إلى الرَّبّ عن كُلِّ ما أَحسَنَ به إليَّ؟ " (مزمور 116: 12). ويُعلق القديس ايرونيموس " انطلاقًا من الحواس الخَمْس الجسديّة والماديّة التي تلقّاها الخَادِم، أضاف معرفة الأمور السَّماويّة؛ ارتفع ذكاؤه من المخلوقات إلى الخَالق، من المَادي إلى غير المادي، من المرئيّ إلى غير المرئي، من العابر إلى الأبديّ". أمَّا عبارة " المُتاجَرَةِ" فتشير إلى مُمَارَسَة البَيْعِ وَالشِّرَاءِ فِي الوَزَنات الخَمْس؛ َ وهذا يدل على العمل بالمواهب الممنوحة لخدمة الآخرين بأية صورة جسدية أو روحية أو نفسية أو صحية، كما قال بولس الرُّسول " كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح" (أفسس 4: 7). |
|