رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار أفرآآت الفارسي (القرن4م) 29 كانون الثاني غربي (11 شباط شرقي) هو غير أفرآآت الحكيم , الكاتب الكنسي المعروف . كتب عنه ثيودوريتوس , أسقف قورس (الفصل 8 من تاريخ أصفياء الله). ولد و نشأ في فارس في كنف والدين وثنيين . عرف المسيح فآمن به . ترك عائلته و قصد مدينة الرها . اختلى في بيت بجوارها . تفرغ لحياة النسك و الصلاة . انتقل بعدها الى أنطاكية . كانت الآريوسية تعصف , آنذاك , بأرجاء الكنيسة . لم يكن أفرآآت يعرف اللغة اليونانية إلا قليلاً . اخذ يعبّر عن أفكاره بلغة نصفها فارسي , لكن كانت نعمة الله تؤازره بسيولها الغزيرة . جابة بقوة و فعالية حجج المتفلسفين . تراكض إليه الكبار و الصغار , المثقفون و الجهال , الفقراء و الأغنياء . أخذ الناس بالحكمة و الفهم الجاريين من فمه . لم يقبل , في أنطاكية , أن يخدمه أحد . اعتاد أن يستقبل الزوار عند باب الدار . لم يقبل من الناس العطايا . فقط أحد أصدقائه كان يأتيه بالخبز . و لما تقدم في السن أخذ يأكل الخضار بعد غروب الشمس . جاءه أحد الموظفين الكبار بهدية من بلاد فارس , حلة جديدة أنيقة , فلم يقبلها و لم يرفضها , بل قال للمعطي : " لقد أخذت على عاتقي , يا صاحبي , ألا أسكن إلا و رفيق واحد , و هو معي منذ 16 سنة , فهل يجوز لي أن أقبل آخر لمجرد أنه مواطني و أتخلى عن الأول؟ إني في حيرة من أمري . ماذا تراني أعمل؟ " , فأجاب الضيف : "ليس حسناً أن تصرف من خدمك كل هذه المدة و تتخذ لنفسك من لم تختبره لمجرد أنه من وطنك !" , فأجاب أفرآآت :"و أنت قلت ! سأعمل بنصيحتك . فاسمح لي ألا أقبل هذه الحلة من يدك لأني أفضّل ان أحافظ على ثوبي العتيق الذي خدمني كل هذه السنين ! " . في تلك الأيام , تولى فالنس قيصر الحكم , و كان آريوسياً و فترك أفرآآت السكينة جانباً و انضم الى صفوف المجاهدين من أجل الإيمان القويم . سلاحه كانت سيرة حياته و كلامه و عجائبه . فالنس كان يعرف أفرآآت لأنه اشتهر , فرآه مرة يسير على الشاطئ النهر فسأله : إلى أين أنت ذاهب ؟ فأجاب :لأصلي لأجل المسكونة و لأجل ملككّ , فقال له : و لكنك ناذر الحياة النسكية فكيف تترك مسكنك و تذهب إلى الساحة العامة ؟ , فأجابه افرآآت بمثل : قل لي , أيها الملك , لو كنتُ فتاة محصنة في بيتها و شاهدت إنساناً يلقي النار في بيت أبي , أأبقى في موضعي و أترك البيت تأكله النيران و انتظر أن تأتي عليّ أم أسرع صعوداً و نزولاً و أخمد الحريق ؟! لا تلمني , أيها الملك , إذا رأيتني أعمل الشيء نفسه . لُم نفسك بالأحرى لأنك وضعت النار في بيت الله . و قد أورد ثيودورييتوس ان فالنس لم يجرؤ على ارسال أفرآآت الى المنفى كما فعل بكثيرين لأنه خاف منه . لا سيما بعد أن قضى أحد خصيان الملك الثائرين على أفرآآت حرقاً بالماء المغلي , و بعدما شفى القديس حصان الملك إثر مرض ألمّ به . و قد ذكر ثيودوريتوس أنه عرف القديس حين كلن فتى و نال بركته . |
|