رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ [2]. * "باركوا اسمه". اسم الرب هو "المخلص"، لأجل عمل خلاصه فينا. ماذا يعني: "بشروا من يومٍ إلى يومٍ بخلاصه؟ يفهم البار هذه بالطريقة التالية: سبحوا الرب كل يومٍ، أي يومًا بعد يومٍ، أو سبحوه اليوم، وسبحوه غدًا. هذا التفسير واضح. لكن يوجد معنى أعمق وراء الكلمات: "بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه". لا يمكن تسبيح الرب إلا في نور النهار. كان يلزم للمرتل أن يقول: سبحوا الرب نهارًا وليلًا لو أننا أخذنا الكلمات بالمعنى الحرفي. إننا نواجه مشكلة: هل لا نستطيع أن نسبح الرب أيضًا بالليل إن كنا نسبحه أثناء النهار؟ لتتعلموا إذن ماذا تعني. عندما تسبحوا الرب، سبحوه دومًا في النور؛ لا في ظلمة الخطايا، إنما في نور الفضائل. ليت شمس المسيح تشرق في نفوسكم دومًا، فيضئ فيكم نور جديد على الدوام. "بشروا من يومٍ إلى يومٍ بخلاصه". لنفحص هذه العبارة من زاوية أخرى. يوجد يومان لا ثلاثة أيام أو أربعة أو خمسة. يُوجد يومان: العهدان القديم والجديد، يشرق المسيح في كليهما. لا تسبحه فقط في العهد القديم لئلا تكون يهوديًا. ولا تسبحه في الجديد وحده، لئلا تكون من أتباع ماني. سبحه من يومٍ إلى يومٍ، في العهدين القديم والجديد، هذا اليومان يبعثان نورًا واحدًا بعينه. هذا هو السبب الذي لأجله مكتوب في اللاويين: كل حيوان مشقوق الظلف ويجتر هو طاهر (لا 11: 3). إذا كان غير مشقوق الظلف فهو غير طاهر... إنسان الكنيسة هو مشقوق الظلف ويجتر، إذ يؤمن بالعهدين وغالبًا ما يتأمل بعمق في كليهما. وما يُدفن في الحرف يقوم في الروح. القديس جيروم * أما قول النبي: "بشروا من يومٍ إلى يومٍ بخلاصه" [2]، كأنه من قبل ربنا الذي أوصى تلاميذه أن يتلمذوا كل الأمم، ويعلموهم باسم الآب والابن والروح القدس. فعلموا بأمره، وطافوا المسكونة كلها، وبشروا بخلاصه. وأخبروا في كافة الأمم بمجده، وفي جميع الشعوب بعجائبه. بقوله: من يومٍ إلى يومٍ" يعلمنا أنه يريد منهم أن يصنعوا هذا الفعل دائمًا... الذين يبشرون بخلاص الرب لهم علم اليوم الواحد الذي هو العهد القديم، ومن هذا اليوم يهتدون إلى اليوم الثاني الذي هو العهد الجديد. فإذًا هذان اليومان كلاهما ينيرهما ربنا يسوع المسيح الذي هو شمس البرّ، وشعاع مجد الآب. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|