منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 04 - 2014, 06:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
مقدمة

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
"لا أزال شاكرًا لأجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته. مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (أفسس 1: 16-18).
حقًا إن كل الفضائل نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله ويريدون التقرب إليه. إلا أننا رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد.. ومع ذلك رأيناهم حادوا عن الطريق المستقيم وسقطوا وعدموا جميع تلك الفضائل. وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز. فالإفراز هو الذي يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم ويحيد عن الطرق الوعرة. والإفراز يحذر الإنسان من أن يسرق من اليمين بالإمساك الجائر المقدار ومن الشمال بالتهاون والاسترخاء. "القديس أنطونيوس. بستان الرهبان".
نسمع كثيرًا عن الاستنارة، وعن شخص مستنير، ونتساءل في كل مرة عن ماهية الاستنارة.. وكيف يستنير الإنسان.. وما هي علامات الاستنارة في إنسان ونتائجها. وقد اتفق معي الأخوة الأحباء في مركز الدراسات الآبائية "فيلوباترون" أن أتحدث في موضوع: الاستنارة في حياة آباء البرية وذلك من خلال سيرة القديس أنطونيوس، وذلك في إطار المؤتمر الذي أُقيم في إيبارشية المنيا وأبو قرقاص.
رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

الاستنارة

اصطلاح الاستنارة(1) يعبر عن العين الداخلية القادرة على استقبال حقائق الله التي يكشفها الروح القدس للإنسان. كما تعنى الكلمة أيضا الفرح والمجد وتحول الشخص وتغيره بالكامل.
وعندما يقول القديس بولس: "مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (أف1: 18) فإن الذهن المقصود هنا هو قدرة الوعي الداخلي على النظر إلى الأمور التي يستعلنها الروح فيفرزها ويكشف مقدار الحكمة فيها ويستوعبها ويفهمها ويستذكرها. وفي حديثه يطلب القديس بولس من الله أن يهبنا روح الحكمة والإفراز ثم يعطينا قدرة داخليه لاستيعاب وفهم ما يعمله الروح داخلنا.
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
عندما ُسئل القديس أنطونيوس عن روح الحكمة الذي يطلبه القديس بولس قال: "روح الحكمة الذي يطلبه القديس بولس الرسول هو الذي سيضطلع بتعريفنا وتسليمنا، كل ما يخصنا من جميع أعمال الله العظيمة، التي بطبيعتها تفوق إدراكاتنا والتي عملها في المسيح يسوع من أجلنا).
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ولكن ما هي عيون الذهن؟

بالعين العادية يرى الإنسان الأمور العادية. ولكنه يستحيل على هذه العين أن ترى ما هو فائق عن الطبيعة..
العين الخارجية = ترى صورة الأشياء
العين الداخلية = ترى حقيقة جوهر الأشياء
لذلك يقول السيد المسيحلتلاميذه "طوبى لعيونكم لأنها تبصر" (متى 13: 16) وعندما كان سائرًا مع تلميذي عمواس، احتاج الأمر أن يفتح ذهنهم ليفهموا الكتب "فانفتحت أعينهم وعرفاه ثم اختفى عنهما" (لو 24: 31).
كتب القديس أنطونيوس إلى القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، يُعزيه عن فقد بصره قائلًا: "لا تحزن إن كنت قد ُحرمت من حاسة البصر تلك التي يشترك فيها الحيوان والحشرات مع الإنسان، فقد وهبك الله البصيرة الروحية تلك النعمة التي يفتقر إليها الكثير من الناس"،ومن هنا يجب أن نفرق بين "البصر والبصيرة".
_____
الحواشي والمراجع:
(1) هناك عدة كلمات تعبّر عن الاستنارة مثل: ILLUMINATION
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

سر استنارة الكنيسة



لا شك أن هبة المعمودية هي سر استنارة الكنيسة، أو بمعنى آخر أن الاستنارة هي هبة إلهيه ُتمنح لنا خلال هذا السر، والمرتبط بعطية الروح القدس في سر التثبيت. وهكذا فإن الإنسان الروحي الذي استنار بالروح القدس فيصبح قادرًا على التمييز بين ما هو جيّد وما هو رديء "الإنسان الروحي يحكم في كل شيء ولا ُيحكم فيه". ويقول القديس باسيليوس الكبير، عن الروح القدس أنه مصدر القداسة والنور العقلي والذي يهب كل الخليقة الاستنارة لفهم كل شيء(1).
إنها إشراقة القلب والدخول بالإنسان إلى النور بعد ظلام طويل مع الخطية والموت (الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيمًا والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور (مت 4:16).

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
لقد صرح السيد المسيح أنه نور العالم (يو8: 12) ثم عاد ليهبنا تلك العطية بأن جعلنا نورًا للعالم (متى 5: 14) وما نور العالم الذي فينا، إلا انعكاس لذلك النور الإلهي الذي نحمله داخلنا، ويشرق فينا بفعل الروح القدس.
يقول القديس اغسطينوس:
(لنقترب إليه ونستنير لأنه هو النور الحقيقي "بنورك يا رب نعاين النور" وهو النور الذي ينير لكل إنسان" الآتي إلى العالم، ولكونه النور فهولا ُيخزى ولا يسمح لمن يستنير به أن ُيخزى)(2).
وبتحديد أكثر فإن سر الاستنارة يكمن في قيامة الرب، والتي هي -أي القيامة- العمود الفقري في إيماننا المسيحي، فان المعمودية ليست موت فقط مع المسيح ولكنها قيامة أيضا معه، (فالقيامة هي التي أكدت أن الذي مات هو الرب)،ولقد قدمت لنا القيامة: الحياة الجديدة التي لن يغلبها الموت ولن تقدر الظلمة أن تغشاها أو يحتويها قبر: لذلك يقول القديس بولس: "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (اف 5: 14)(3).
ولما كان العماد هو التمتع بقيامة الرب فينا لذا فقد ُدعي هذا السر: "استنارة".
يقول القديس كليمندس السكندري: "إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير ُنتبنى وأذ ُنتبنى ُنكمل"... ويقول أيضًا: "يدعى هذا الفعل -سر المعمودية- بأسماء كثيرة أعنى نعمة واستنارة وكمالاً وحميمًا، فهو استنارة به نرى نور القدوس الخلاصي أعنى أننا به نشخص إلى الله بوضوح..
أما القديس غريغوريوس النزينزي فيقول: "الاستنارة وهي المعمودية، هي معينة الضعفاء، واهبة النور ونقض الظلمة.. وهي -أي الاستنارة- مركب يسير تجاه الله برفقة المسيح أساس الدين. تمام العقل، مفتاح الملكوت، استنارة الحياة.
ويتغنّى القديس يعقوب السروجي بها قائلاً: "المعمودية هي ابنة النهار. فتحت أبوابها فهرب الليل. الذي دخلت إليه الخليقة كلها.."
_____
الحواشي والمراجع:
(1) كتابه عن الروح القدس. فصل 9 - فقرة 22، 23.
(2) ورد حديث القديس اغسطينوس في كتابه مدينة الله. فصل 2، وذلك في إطار المقارنة بين مفهوم الاستنارة عند أفلاطون والمسيحية.
(3) ترنيمة كانت تُقال في العماد .
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

الاستنارة في حياة آباء البرية



اتسمت حياة آباء البرية(1) (أقصد: Abbots) بالاستنارة واتساع الأفق الروحي واللاهوتي، وكلما كان الأب أمينا في الطريق، وتكرس قلبه بمحبة الله ولها، منحه السكون الذي يعيشون فيه استنارة داخلية(2).
هكذا أشرق الله عليهم بحبه منذ البداية فتركوا كل شيء وتبعوه (أولئك الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس - الشيخ الروحاني).
وعندما سئل القديس أنطونيوس عن أدواته ولغته في حياته قال: "إن لغتي هي السكون. لذلك أستطيع أن أقرأ لغة الله في أي وقت أشاء" (يقصد الاستنارة).
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ويقول القديس موسى الأسود: "كل الأمور الروحية يختبرها الإنسان بالإفراز ويميزها، ولن يأتينا الإفراز ما لم نتقن أسباب مجيئه وهي السكون، لأنه كنز الراهب. والسكون يولد النسك ....الخ).

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ومحبة الآباء لله جعلتهم يسمون فوق القانون. فالقانون هو للمبتدئ ولكن الذين استنيروا تخطوا القانون. وصارت لهم الحرية في التدبر.. ولقد درب الآباء أولادهم كيف يستنيرون ويأخذون من الله ويشرق بنوره فيهم، حتى يستطيعوا من ثمّ أن يرشدوا هم آخرين. فهي ليست مسألة تلقين ولكنها نقل الشعلة (أن كلمة تقليد في الأصل اليوناني تعني نقل الشعلة من شخص إلى آخر).
+ عندما سَلَّم القديس بيصاريون تاييس التائبة إلى رئيسة الدير طلب منها قائلًا (أفسحي لها المجال لتتدبر كيفما تشاء) ذلك بسبب الإشراقة العجيبة التي سطعت في قلبها فانتشلتها من الماخور إلى البرية (بحسب تعبير الشيخ الروحاني في أنشودة التوبة).
فلم يكن الصوم في حد ذاته هدفًا.. ولا الصلاة.. فيعاقب شخص بالصوم بينما ُيعاقب آخر بالأكل.. إذا كان ذلك على سبيل العلاج. كما نقرأ عن القديس باخوميوس أنه منع شخصًا من الصلاة لأنها لم تكن لحساب الله(3). في ذلك يقول القديس يوحنا الدرجي: "أحيانًا يكون دواء أحد سما للآخر. أحيانًا يكون الدواء عينه شافيه للإنسان عينه في وقت دون الآخر"(4).
وهناك أيضا ما يسمى بالثمرة الطبيعية، فقد ورد في سيرة القديس باخوميوس أيضًا، أنه اضطر للسفر وترك أحد الأخوة بتدبير احتياجات الآباء من الطعام، والذين شكوا له من عند عودته من إهمال الأخ، فما كان من القديس باخوميوس إلاّ أنه استدعى ذلك الأخ واستفسر منه عما حدث، فأخبره بأنه فكر في مساعدة الآباء على النسك وذلك بعدم تقديم الطعام المطبوخ لهم، بل الاكتفاء الخبز والقليل من الطعام البسيط، على أن يستثمر هو وقته في عمل القفف. وهنا أمره القديس بإحضار جميع ما أنجزه وكان كثيرًا جدا. جمع القديس كل الرهبان حول كومة القفف ثم قال للأخ: لقد أبطلت الثمرة الطبيعية للفضيلة! (وكان يقصد بالطبع أن النسك يجب أن يكون اختياريًا).
لذلك فقد سعى الآباء لتدريب أبنائهم كيف يتدربون مع الوقت ليصيروا هم آباء، حسب قول القديس بولس: "وأما الروحي (المستنير) فيحكم في كل شيء وهولا يحكم فيه من أحد (1كو 2: 15)،وقد اجتهد القديس أنطونيوس كثيرًا في تدبيره لتلاميذه لكي يجعلهم يعتمدون علي أنفسهم، فيحفرون لهم المغارات بعيدا عنه، ولا ينتسبون إليه بل إلى الله.. ويختبرون ذلك بأنفسهم. فقد قال للقديس بولا البسيط: "اذهب إلى البرية الجوانية وذق طعم الوحدة" فكان يطلب لهم الاستنارة ويطلب بإلحاح من الله لأجلهم ويطلب إليهم الإلحاح هم أيضا إلى الله في ذلك..
_____
الحواشي والمراجع:
(1) أُطْلِقَت كلمة Abbots على الآباء مديري الرهبان ورؤساء الأديرة منذ عصر مبكر. انظر كتاب التلمذة الروحية - راهب من دير البرموس (الأنبا مكاريوس الأسقف العام).
(2) يرد في بستان الرهبان قصة عن أب أراد معلمه الروحي أن يشرح له علاقة السكون بالاستنارة، فجعله يصب الماء في كوب ثم نظر فيه وإذا به هائج وعكر فلمّا تركه لبعض الوقت هدأ وصار صافيًا.
(3) (سيرة الأنبا باخوميوس. بستان الرهبان).
(4) الدرجى ص 309.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

الاستنارة في حياة القديس أنطونيوس



عن القديس أنطونيوس يقول بلاديوس:
" كانت طلعته مضيئة بنور الروح القدس، تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة، كان متميزًا في رصانة أخلاقه وطهارة نفسه وكان يستطيع أن يرى ما يحدث على مسافة بعيدة"(1).
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
لمحات من حياته:

قروي بسيط يقال أنه أمي، وعندما سأله الفلاسفة عن ذلك قال (من له عقل صحيح لا حاجة به إلى المعرفة). وعندما سألوه عن الكتب التي تتلمذ عليها واستقى منها حكمته، أجابهم قائلًا: "أيها الحكماء إن كتبي هي شكل الذين سبقوني". ومع ذلك فإن رسائله العشرين لاسيما السبعة الأولى منها، تعكس بوضوح كيف كان هذا الأب مستنيرا. يقول هو نفسه عن تلك الرسائل والمكاتبات فيما بينه وبين تلاميذه (ومنهم رهبان أرسينوى): "نحن نحتاج إلى المعرفة المتبادلة بكلماته البسيطة"(2).
والحقيقة وإن كان الكلام الذي كتبه في رسائله سهلاً بسيطًا كما قال هو، إلا أنه ُمملّح بالروح القدس، فاستمد كلامه قوة من الروح الساكن فيه، فأثر بشكل سرّى في الذين سمعوه أو قرأوا له.
يقول أيضًا لتلاميذه "ليت اله السلام يعطيكم النعمة وروح الإفراز لتعرفوا أن ما أكتبه إليكم هو وصية الرب". (3)ويطلب بإلحاح أن نطلب ذلك الروح الناري الذي أخذه هو.
ولقد اعتمد القديس على كلمة الله كغذاء وتعزية ومرشد في الطريق، واستخدم فقرات كاملة منها في رسائله. (المذخر فيه كل الحكمة).
أمران أو عاملان استنار بهما الأب أنطونيوس، فانفتحت أمامه آفاق واسعة لانهاية لها:
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
الروح القدس وكلمة الله

فلم يطفأ الروح الذي ناله في المعمودية، وإنما أطاع الوصية الكتابية: "لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 19) لقد تركه ليتوهج ويبلغ مدى بعيدًا، ونال به صفاته وثماره:-
صفاته: الاستنارة - الحكمة - الشجاعة - المجاهرة.

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
وثماره: محبة - فرح - سلام - طول أناة - لطف - صلاح - إيمان - وداعة - تعفف (غلاطية 5: 22).
ولقد أعانه الروح في كشف ما في كلمة الله من قوة وتعزية ورجاء، ودخل به إلى الأبدية، فعاش منتميًا إلى هناك وهو ما يزال في مغارته وبين تلاميذه في الجبل الشرقي! "طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع" (متى 13: 16)
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ان الإعلان لا يأتينا من ذاته ولا نحصل عليه بالجهد البشرى، ولكن بالروح القدس، روح الإعلان الذي يكشف لنا أعماق الكتاب وُيدخلنا في هذه الأعماق، ويضطلع بتفسيره والتعريف بالحكمة التي فيه،هكذا كانت كلمة المسيح التي كشفت للقديس الطريق "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز119:105).
"وصية جديدة اكتب إليكم ما هو حق فيه وفيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء" (1يو 2: 8).
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتب عنه بلاديوس:

جاءه بعض الإخوة يسألونه أمرًا عسر عليهم فهمه في سفر اللاويين، فاتجه الشيخ على الفور إلى الصحراء، أما أنبا آمون والذي كان يعرف عادته فقد تبعه سرًا، وعندما وصل الشيخ إلى مسافة بعيدة رفع صوته قائلاً: "اللهم أرسل إلى موسى النبي ليفسر لي معنى هذه الآية". وفي الحال سمع صوتًا يتحدث إليه، قال أنبا آمون أنه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام!(4). هكذا تمتع أنطونيوس بإشراقات الله على نفسه في وسط الآم الزمان الحاضر.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) بستان الرهبان ص24.
(2) رسالة 7.
(3) رسالة 7.
(4) بستان الرهبان ص24.
(5)
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

الإفراز في حياة أنطونيوس المصري



يقول لتلاميذه (أذكركم ليلًا ونهارًا لكي يعطيكم الله الإفراز والنظر الجديد، لكي تتعلموا التميز بين الخير والشر في كل الأشياء، لأنه مكتوب: "أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عب 5:14).


كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ولكن كيف يقتنون التمرن:

شدد القديس أنطونيوس كثيرًا على تطهير النفس وتقديسها لكي تستنير، في ذلك يقول: "تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من اجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هو صالح وتنبع عنها ميول وأفعال صالحه"(1).
يقول أيضًا: "كما يكون الجسد أعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الأرض والبحر ولا يقدر أن يتمتع بضيائها، هكذا تكون النفس عمياء بدون العقل السليم والحياة الصالحة، فلا يكون لها معرفة بالله ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها، ولا تقدر أن تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويبًا أبديًا)(2).
إذا فالنور موجود.. علينا فقط إلا نطفئه،"لا تطفئوا الروح" (تسالونيكي الأولى 5:19).
(تعاين العين ما هو منظور ويدرك العقل ما هو منظور فالعقل المحب لله هو مفرز للنفس)(3).
_____
الحواشي والمراجع:
(1) الفيلوكاليا - أقوال القديس أنطونيوس.
(2) فيلوكاليا 118.
(3) فيلوكاليا 128.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

حروب أنبا أنطوني مع الشياطين




كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
رأى القديس في رؤياه المصابيح المضيئة المحيطة بالرهبان وملائكة يحرسونهم بسيوف، فتنهد قائلا: ومع ذلك فالشياطين تحاربهم، فأجابه صوت "إن الشياطين لا تقوى على أحد، لأني منذ تجسدتُ سحقت قوتهم عن البشريين". ولكن كل إنسان بإرادته يقبل عوض الشيطان أو يرفضها، فالشيطان يعرض دون أن يفرض.
هكذا أدرك القديس منذ البداية أنهم ضعفاء بسبب سقوطهم مثل البرق، ومثل أسد واجهه ُمصارع جبار أثخنه بالجراح وتركه متهالكًا.. ليلهو به أطفاله،ولكن القديس عرف في الوقت ذاته أن الاتضاع هو سر النصرة..وقد سخر منهم كثيرا ولكن باتضاع. سألهم ذات مرة عندما تجمهروا عليه يريدون إزعاجه: أيها الأقوياء ماذا تريدون منى أنا الضعيف؟ وفي مرة أخرى وعندما تجمهروا عليه مرة أخرى: ألم أقل لكم أنني ضعيف، فعلام تجمهركم؟!
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
يقول لتلاميذه (لا أمل الطلبة عنكم ليلًا ونهارًا، لكي يفتح الرب عيون قلوبكم وتعرفوا مكر الشياطين وخداعهم وشرهم، وأن يعطيكم قلبا صاحيا وروح إفراز لكي تستطيعوا أن ترفعوا ذواتكم ذبيحة لله، وتتحرزوا من مشورة الشياطين الرديئة(1).
ويقول أيضًا: "فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادا اطلبوا نهارًا وليلًا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه التي لم تأت عليكم قبل الآن منذ دخولكم هذا الطريق النسكي.. وأنا أيضًا.."(2).
_____
الحواشي والمراجع:
(1) رسالة 6.
(2) رسالة 11.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 04 - 2014, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

الطاعة والإفراز في حياة القديس أنطونيوس




كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
الطاعة للمدبر هي أجمل ما يتحلّى به التلميذ، ولكنها ليست طاعة ُمطلقة بلا وعي ولا معرفة، بل طاعة مستنيرة، وهي في الوقت ذاته عمل صعب للغاية، يتطلب اتضاع كبير، ففي إمكان الإنسان أن يفعل أي شيء ما دام برغبته هو، ولكنه في الطاعة يصير محمولًا على مشيئة آخر.
وليس المطلوب من الإنسان أن يكون ساذجًا لكي يقتني الطاعة الكاملة، وإنما هو يثق في معلمه كما يثق في أن الله يتكلم فيه، وأنه من أجل طاعته سوف ُيحوّل الله أوامر معلّمه إلى خيره. يقول القديس أنطونيوس "الطاعة ُتخليك مسئولية الطريق".
كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
أخيرًا:

علينا أن نصلي إلى الله بإلحاح لكي يهبنا روح الإفراز، والاستنارة التي بها يتسع أفقنا الروحي واللاهوتي، لنستطيع أن نميّز بين الجيد والرديء، وندرك أبعاد الحب الإلهي.. "أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أفسس 3: 18، 19).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب فضيلة النسك - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتاب فضيلة الشكر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتاب تقديس الحاضر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب القديس القوي الأنبا موسى الأسود - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
الصوم والنسك الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا


الساعة الآن 01:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024