القيامة فعل زمني تاريخي منظور و محقق ، بل ملموس و مسموع. السيد المسيح ارتضى أن تكون قيامته حدثاً تاريخياً منظوراً ومحققاً، فقد سبق فحدده هو زمنياً ( في ثالث يوم ) ، أي جعل قيامته حدثاً واقعاً في صميم الزمن والساعة ، ثم أكمله بظهور حقيقي ملموس .. ثم أكل معهم .. وجلس في وسطهم .. وتكلم ووبخهم… فعل القيامة الزمني هذا من الأفعال النادرة التي حددها المسيح بالأيام والساعات ، وهو لم يُحدد الميلاد مثلاً، ولكنه حدد القيامة بالضبط.
والقيامة ، كونها حدثاً زمنياً فهي أمر مفيد جداً، ليس فيما يخص الإيمان ، لأننا يجب أن نؤمن بالقيامة دون برهان حسي؛ ولكن فيما يخص کل أعمال المسيح برمتها. فالقيامة أثبتت كافة معجزات المسيح الفائقة، كما أثبتت صدق بنويته الجوهرية لله و میلاده البتولي من عذراء.
لذلك أصبحت القيامة التي حققها المسيح ، كآخر معجزة ، هي الباب الوحيد والمفتاح السري الذي ندخل به إلى كافة أسراره ، وبالأخص سري هو التجسد والفداء ، ثم سر مجيئه الثاني للدينونة.