أول آذار 1936. شعرتُ اليوم طوال القداس بقوة غريبة تلحُّ عليّ بأن أبدأ تحقيق رغبات الله. كان إدراكي للأمور التي طلبها إليّ الرب في غاية الوضوح، حتى إذا ادّعَيتُ أنني لم أفهمها أكون كاذبة. لأن ما طلبه الرب كان دقيقاً وواضحاً ولم يعدْ لديّ أقل أثر شك حولها. تأكَّدتُ أنني أذهب إلى أبعد نكران الجميل، إذا تماطلتُ في فهم ما يريد أن يحقِّقهُ الله لمجده ولخير العديد من النفوس، وهو يستعملني كوسيلة حقيرة يحقّق من خلالها تصاميمه الأزلية للرحمة. كم ستكون نفسي عقوق إذا تماديتُ في معارضة إرادة الله. لا شيء يوقفني بعد اليوم، لا الاضطهاد والألم والتّهكم والتهديد، والوساطات والجوع والبرد والصداقات والعداوات والأصدقاء والأعداء، سواء أكانت الأشياء التي أختبرُها اليوم أو التي ستأتي في المستقبل، حتى حقد جهنّم، لا شيء يُثنيني عن عمل إرادة الله.