كيف يجرؤ الكاهن أمام الله أن يغفر للناس؟! بينما المغفرة هي من عمل الله؟
اعتراض
15- على أن البعض يقول: كيف يجرؤ الكاهن أمام الله أن يغفر للناس؟ بينما المغفرة هي من عمل الله؟
الرد على الاعتراض:
16- الكاهن لا يتجاسر على هذا العمل من تلقاء نفسه، إنما هو مفوض لذلك من الله الذي قال: "كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء.. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (مت 18: 18) (يو 20: 23).
17- وهذا الأمر مارسه ناثان الذي قال لداود النبي: "الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت" (2صم 12: 13).
18- وتحضرني هنا قصة مناسبة، هي قصة السارافيم مع إشعياء.
يرويها إشعياء النبي قائلا: ".. رأيت السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل. السارافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة.. وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود، مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب". (ش 6: 1-4). انظروا الصورة جيدًا.
الرب موجود في مجده، وجالس على عرشه، وحوله السارافيم يسبحونه. وقد ارتجت أساسات عتب الهيكل من صوت التسبيح..
فما الذي حدث؟ صرخ إشعياء من جلال المنظر قائلًا: "ويل لي قد هلكت لأني إنسان نجس الشفتين". فلم تحتمل الملائكة عبارة: "ويل لي، قد هلكت".. فماذا كانت النتيجة؟ يقول إشعياء: "فطار إلى واحد من السارافيم، وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح. ومس بها فمي. وقال إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك، وكفر عن خطيتك" (إش 6: 6، 7).
وهنا -في وجود الله على عرشه- سمع إشعياء كلمة الحل من واحد من طغمة السارافيم، وليس من فم الله. قال له الملاك: "انتُزِع إثمك، وكُفِّرَ عن خطيتك".
وكيف نال هذا الحل؟ بجمرة من على المذبح، ونطق من الملاك يقول: "انتزع إثمك، وكفر عن خطيتك". وكان هذا رمزًا لملاك الكنيسة، أي الكاهن، الذي يستطيع بجمرة من على المذبح تمس شفتيك، أن يقول لك: "قد انتزع إثمك".
أتستطيع إذن أن تناقش السارافيم وتقول كيف يمكن لفم أن ينطق الحل في وجود الله؟! يقول لك داود النبي عن أمثال هؤلاء الملائكة:".. ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره" (مز 103: 20).