رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد كتب العلامة بوفيوس في النموذج التاسع من المجلد 3 من أخبار عجائب والدة الإله. عن أثنين من الشبان الأشراف كانا في مدينة مادريد عاصمة مملكة أسبانيا. يساعد أحدهما الآخر على صنيع القبائح الدنسة. وعلى التمرغ في حماة الرذائل، فأحد هذين الرجسين قد شاهد ليلةً ما في الحلم أن رفيقه أخذ من رجالٍ سودٍ، وطرح في بحرٍ هائج. وأن هؤلاء السود، جاءوا إليه ليصنعوا به نظير رفيقه، الا أنه ألتجأ هو الى والدة الإله، ونذر على ذاته التمسك بالعيشة الرهبانية، ومن ثم نجا من أولئك الرجال السود. وأنه قد شاهد أيضاً يسوع المسيح جالساً في ديوان عدله، ممتلئماً غيظاً ضده وأن العذراء المجيدة كانت تتوسل لديه تعالى من أجله. فلما أستيقظ من النوم، وجاء عنده رفيقه الشاب، فهو أخبره بالحلم الذي رآه كما تقدم القول. فذاك الشاب عند سماعه ذلك أخذ يستهزء به ضاحكاً منه بسخريةٍ، الا أنه في الوقت عينه قد رشق بسهمٍ من يدٍ غير منظورة. وسقط في الأرض مائتاً، فلما رأى الشاب الذي شاهد الحلم أن الرؤيا قد تحققت في رفيقه. بادر حالاً الى منبر التوبة وأعترف بخطاياه تائباً، وعزم على أن يضع بالعمل وعده بالدخول في أحدى الرهبنات. ولهذا قد باع كل ما كان له، ولكنه عوضاً عن أن يوزع أثمانه على الفقراء والمحتاجين، قد جذبته ملكاته الرديئة السابقة الى السقوط من جديد في القبائح، حيث أصرف أثمان أملاكه في البذخ والسكر والمآثم. وبعد ذلك أنطرح مريضاً. فشاهد في الحلم رؤيا أخرى وهي أنه نظر أمامه الجحيم مفتوحاً. والديان الإلهي كان يبرز ضده حكومة الهلاك، فألتجأ هو من جديد الى العذراء أم الرحمة وهي تقدمت أمام أبنها وبتوسلاتها لديه من أجله قد خلصته، فنهض من المرض معافى، ولكن عوضاً عن أن يتوب رجع الى أفتعال قبائح أشد شناعةً. ثم أنطلق الى مدينة ليما في بلاد الهند الشرقي حيث سقط في مرضه عينه، وأخذ الى البيمارستان. وهناك قد مس الله قلبه جديداً للتوبة، فأعترف بخطاياه عند الأب فرنسيس بارلينوس اليسوعي، واعداً إياه بأن يغير سيرته. الا أنه ولا في هذه المرة أيضاً أكمل وعده بالعمل. فأخيراً اذ دخل فيما بعد هذا الأب الى بيمارستان آخر بعيدٍ عن "ليما"، قد رأى هناك ذاك الشاب التعيس مطروحاً في الأرض، فالشاب حينما شاهده عج صارخاً:" أواه يا لتعاستي أنا المقطوع الرجاء أن هذا الأب قد حضر الى ههنا لأزدياد عذابي، ولكي يشاهد الأنتقام مني، فأنا قد جئت من مدينة ليما الى هذا المكان، الذي فيه لأجل خطاياي قد بلغت الى هذه الحال الشقية بالعذبات، وهوذا أنا ماضٍ الى الهلاك". واذ كان يتفوه بهذه الكلمات أسلم روحه الأثيمة، من دون أن يحصل ذاك الأب على دقيقةٍ من الزمان ليساعده قبل موته.* |
|