غموض حول انسحاب الوسط من تحالف دعم المعزول

[Mary Naeem]

غموض حول انسحاب الوسط من تحالف دعم المعزول

غموض حول انسحاب "الوسط" من "تحالف دعم المعزول".. مصدر مطلع: انسحاب الحزب تنفيذ لخطة خارجية لإعادة إحياء مبادرة "بروكسل".. وعبد المجيد: الوسط لا يستطيع العمل ضمن منظومة التحول الديمقراطي
المراوغة السياسية إحدى مميزات العمل السياسي، الذي لا يخلو من العوائق والموانع والسير في دروبًا شائكة، لاسيما السير فوق أحبال الموت تارة، وفوق البساط الأحمر تارة أخرى.
حيث يأتى قرار انسحاب حزب الوسط، مما يسمى بـ"التحالف الوطنى لدعم المعزول"، وإعلانه استعداده التعاون مع جميع القوى الوطنية، في إشارة إلى الرغبة في إجراء مصالحة وطنية يستطيع من خلالها الحصول على نسبة من المقاعد داخل البرلمان المقبل.

ويعتبر هذا القرار بمثابة معضلة سياسية على هامش أزمة التحالفات الانتخابية التي تسببت فيها الأحزاب السياسية التي لم تصل إلى الآن إلى تشكيل تحالف انتخابى قوى يمكن من خلال أن يُشكل برلمان يليق بثورات الشعب المصرى في عهده الجديد.

اجتماع طارئ
كشف مصدر مطلع، أن السبب وراء انسحاب حزب الوسط من التحالف، هو رغبته في إجراء مصالحة وطنية مع النظام الجديد، بهدف العودة إلى الحياة السياسية وإتاحه الفرصة له بالمشاركة وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات لـ"فيتو"، أنه على الرغم من أن قرار الانسحاب جاء مخالفا لإرادة جماعة الإخوان التي يسير التحالف في ظلها، إلا أن الوسط أصر على الانسحاب، ضاربًا بكل الموانع عرض الحائط.
وأوضح المصدر أنه تم عقد اجتماع طارئ بين عدد من قيادات التحالف بناء على طلب كل من الدكتور محمد عبد اللطيف القائم بأعمال رئيس الوسط، والدكتور عمرو عادل عضو الهيئة العليا، وقيادات كل من الجبهة السلفية وحزب الوطن والأصالة والبناء والتنمية، لمناقشة قرار الانسحاب، الذي أعلن فيه قيادات الوسط بانسحابهم والعمل خارج التحالف.

أكد المصدر أن حزب الوسط يعمل في اتخاذ قرار انسحاب، وفقًا لخطة خارجية بقيادة القيادى الهارب خارج البلاد "الدكتور محمد محسوب"، كان قد أشار إليها في مبادرته الشهيرة بمبادرة "بروكسل".

مراجعات "الوسط"
وقال الناشط الحقوقى جورج اسحاق، أحد مؤسسى حزب الوسط، إنه عند مشاركة القيادى "أبو العلا ماضى" رئيس حزب الوسط، كان يعتقد أن هذا الحزب سوف يرسخ لقواعد الإسلام الوسطى.

وأضاف "إسحاق" في تصريحات خاصه لـ"فيتو"، أنه عند تحالف "الوسط" مع الإخوان تغيرت هذه الصورة، وأصبح هناك نوايا ومصالح أخرى جعلت الكثير يعزفون عن المشاركة في الحزب أو الابتعاد عنه.

وأوضح الناشط الحقوقى، أن فكرة المصالحة الوطنية والتواصل مع جميع القوى الوطنية التي خرج بها قيادات الوسط مؤخرا عقب انسحابهم من تحالف المعزول، لا يمكن قبولها إلا بعد أن يخضع الوسط إلى مراجعة أفكاره وأفكار أعضائه، مؤكدًا أنه يمكن بعد ذلك الحديث عن العودة.

واعتقد "إسحاق" أن خطوات عودة الأحزاب ذات المرجعية الدينية، وأعضاء التيار الإسلامى إلى المشاركة في الحياة السياسية أمر يحتاج إلى ما يقرب من خمس سنوات على الأقل.

وأشار إلى أن هناك أسبابا خفية وراء انسحاب "الوسط" من تحالف دعم الشرعية، مشددًا على ضرورة إعلان الحزب عن هذا السبب، ومصارحة الشعب المصرى.

المصالحة الوطنية
وتابع "وهكذا جميع التيارات الإسلامية الراغبة في المصالحة الوطنية، نريد معرفة أسباب أنضمامها إلى حلف الإخوان وأسباب الأنسحاب، وفقًا لمبدأ الشفافية".

ومن جانبه قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، أن انسحاب حزب الوسط من تحالف الإخوان، يرجع إلى أن هناك إدراك أن هذا التحالف ما كان إلا وجاهة، ولم يكن الانسحاب على خلاف في الموقف.

وأضاف في تصريح خاص لـ"فيتو": ""الإخوان" تعودت على استخدام الآخرين لتحقيق أغراضها دون أن يكون لها تأثير في المواقف المتخذة من قبل الجماعة".

إستراتيجية جديدة
ولفت عبد المجيد إلى أن حزب "الوسط" يريد بقرار انسحابه تنفيذ استيراتيحية جديدة، قائلًا:" ولم يكن سبب الانسحاب خلافا على الموقف مع الإخوان، نظرًا لكون موقفه من الدولة وثورة 30 يونيو قبل الانسحاب ما زال قائما في نص البيان الذي صدر عن الحزب مؤخرًا، وهو ما يعنى أن انسحابه لا يتضمن اختلافا في وجهة النظر".

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن "الوسط" ما زال يدعى إلى استخدام العنف واقتحام الميادين والدخول في مواجهات مع الشرطة، وهو ما يؤكد أن دعوته للتواصل مع جميع القوى الوطنية هي دعاوى واهية، مؤكدًا أن انسحابه جاء مرتبطا بالخلاف في الأسلوب والإستراتيجية التي يستخدمها الإخوان في التحالف، من فرض المواقف على الحلفاء دون الرجوع إليهم من أجل تحقيق مصالحهم.

وأكد "عبد المجيد" أن هناك صعوبة وعوائق يواجهها الحزب في محاولة الانخراط في العمل السياسي مرة أخرى، معللًا ذلك لصعوبة التعاون أو التواصل مع أى قوى سياسية تعمل داخل إطار التحول الديمقراطىى.
نقلا عن الفيتو