|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقوالها عن ضرورة عمل الرحمة بسخاء -" وإذا ارتبط أحد مع آخرين وتعامل معهم بغش أو حسد أو غضب أو مكر أو جشع أو بخل أو حقد أو تذكر الإساءة، فإن هذا يتعارض مع تمسكه بمحبتهم. مع أن عدم القنية تجعله يتحدث باتضاع وصبر وطول أناة، وهذا السلوك فيه خير تام وفائدة كاملة. ولا يمكن الوصول إلى فضيلة المحبة أو أي فضيلة أخرى إذا لم نصل إلى عدم القنية. والرب لم يفرض محبته على الإنسان، وأيضًا لم يهمل أو يتجاهل المحتاجين الذين قابلهم أو أتوا إليه. ومَنْ يسلك بالمحبة لا يتعرض للسرقة. ومن المستحيل أن نكفى احتياجات كل إنسان، وهذا هو عمل الله. 73- وقالت: ما هو عذرك في الحصول على المال وأنت لم تتمسكي بعمل الخير؟ إن هذه الحياة الدنيوية محدودة. لا نطعم الفقير بمقدار، وعمل الخير غير محدود، ما دام يعمل بالمحبة. الله هو الذي يرشد الغنى لسد حاجة المحتاج. وما هو الذي يحصل عليه من يعمل عمل الخير بزيادة؟ إنه لا يتمنى أن يحصل على شيء، وأيضًا سلطان المحبة لا يجعله مهتمًا بالشكل. وهذا هو ختان القلب من غرلته، وهكذا أواكب المعلم في محبة عمل الخير. والذين يعطون بمحبة يقدمون عمل الخير بوفرة. 74- عدم الوشاية بأحد بالكلام هي من عمل الرحمة. وأيضًا بعدم القنية تظهر الطهارة والنقاوة. ولا ترفض القليل من أجل الحصول على ما هو أكثر منه. بأقل القليل ننجح، وببذل كل شيء ننجح، وبالمحبة نرفض الكثير لكي نصل إلى حمل الصليب، وأنت بحرية تلتزمي بالصوت القائل: "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27)،وأنت تتضرعين متشبهة بالرسول بطرس وتقولين مثلما قال بطرس ويوحنا للمقعد: "ليس لي فضة أو ذهب" (أع 3: 6). والحياة بالإيمان هي التي تجعلك تقولين هاتين الآيتين مع الرسل. 75- من يعمل الخير بالأمور المادية فليعمله بإخلاص، لأنه قال: "زيت الخاطئ لا يدهن رأسي" (مز 141: 5). وليكن مقرونًا بالرحمة مع حفظ الفكر بلا دنس، وهكذا يكون عمل البار باستقامة. والبار محب للغرباء ويضيفهم في بيته، مثلما فعل إبراهيم الطاهر(أب الآباء) وصمم على ذلك، بل قال أيضًا: أقوم وأخدمهم ولم يطلب ذلك من خدم منزله ليكون له نصيب من الفائدة (تك 18: 1- 8). الذين يفعلون مثل إبراهيم فإنهم يأخذون أجرًا على عمل الخير الذي عملوه مع البعيدين ولا سيما إذا أعطوهم مرة ثانية وبانتظام. والسيد الرب جعل لإبراهيم خيرًا في بيته وضاعف له ممتلكاته، لأنه أسرع في خدمته. ومن يسلك بطهارة ويكون أكثر نقاوة فإنه يتعامل مع المحتاجين كأنهم ملائكة. ومن سمح بهذا التعليم فإنه يجازى الأشرار بحسب الناموس، الذي قال عنهم: "لي النقمة أنا أجازى يقول الرب" (رو 12: 19). وفى التكوين قال لآدم: "أن يعمل في الأرض" (تك 3: 23)، ولكنه أمر أيضًا في العهد الجديد: "لا تهتموا بالغد" (مت 6: 34). وقد أعطى لنا هذا القانون بواسطة النعمة التي أظهرها في شكل الوصايا، لكي نتعلمها ونظهرها في سلوكنا. 76- الصليب هو الذي يغيرنا إلى النصرة. لأن نذرنا لأنفسنا هو أنه لا يعيق نظام حياتنا أي شيء آخر عن التفكر في الموت. والأموات لا يعملون لحساب الجسد، وهكذا نحن أيضًا. وما هو الذي يمنعنا أو يعيقنا عن تتميم عملنا عندما نسلك مثل الأطفال! لأن الرسول قال: "قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). حياة نفوسنا هي في أن نثبت في الفضيلة، ونكون رحومين بتعقل، لأنه قال: "طوبى للرحماء" (مت 5: 7). واشتياقنا للعمل الصالح بدون أعمال يكون بلا دليل، بل أجلب به خطية على نفسي. وعمل الخير يكون من هنا على الأرض، ولكي تكون الأعمال كاملة، فيجب أن نتخلى عن المال، لكي نكون مستحقين لكرامة أعظم. 77- وكما أن الأسياد في العالم يخدمون عائلاتهم بطرق متنوعة، فيذهبون إلى الأراضي ليعملوا بها لكي يحفظوها ويورثوها لأولادهم، ويفكرون في أولادهم ويعاملونهم معاملة حسنة، ويرفضون خدمتهم في بيوتهم ذاتها. هكذا يفعل الرب تجاه الذين ينالون رحمة في عرسه المهيب. وكل من اجتاز في هذا العالم بصورة جيدة، وخصوصًا إذا صمم على أن ينال مكانًا على اليمين، فإنه يحرص على الاقتراب من الله بالعبادة. وكل هؤلاء الذين كانت أعمالهم أرضية فإنهم يكونون غرباء عن أن يكونوا مستحقين لمائدة السيد، لأنهم لم يهتموا بأن يتسربلوا بقوة المسيح. 78- والرب هو السيد لكل الطغمات السمائية. وهو السيد على من زرعه جيد وأيضًا على من زرعه قش ونفاية. وأيضًا يعرف هؤلاء الذين يسلكون بتقوى الله في العالم، والذين يطلبون مقر لهم في هذه الحياة. كما أنه يعرف احتياج الكل، ويعرف أهمية النبات وهو الذي يحرس الزرع حتى يأتي بالثمر الضروري كل بحسب جنسه ونوعه. وكما أنه لا يوجد مكان للعشب مع الزرع الجيد، هكذا من المستحيل أن الأمور الدنيوية تخلق فينا ثمر سماوي وتحيطنا بالمجد. ورق النبات يسقط والقش يذبل، أما السنبلة تكون جاهزة للحصاد. ونحن نرفض مباهج الأرض كأنها ورق نبات، ونطرح عنا الجسد الذي نكتسي به مثل القش، فتسمو أفكارنا ويتقوى زرعنا ونصير أبناء الخلاص". |
|