03 - 02 - 2013, 07:53 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
<B> شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
راعوث 4 - تفسير سفر راعوث
مشكلة أرض أليمالك:
ربما باع أليمالك أرضه قبل أن يذهب إلى موآب وكانت الأرض تعود لصاحبها أو ورثة صاحبها في سنة اليوبيل. وإن لم تكن سنة اليوبيل قد أتت كان على صاحبها أن يدفع ما تبقى من ثمنها ليستردها. وفي حالة أليمالك فقد مات هو ومات أولاده فمن يرث الأرض؟ هنا تذهب الأرض لإخوته وإن لم يكن لهُ أخوة تذهب لأقرب نسيب، ولكن الأرض ليست من حق نعمى ولا راعوث كميراث، فقط من حقهن أن يعشن منها ولكن في حالة موتهن تذهب الأرض إلى أقرب نسيب. ولكن نعمى وراعوث لا يملكن ما يدفعنه لمالك الأرض الحالي ليستردوا الأرض ويعيشوا منها. فكان لابد لأقرب ولى أن يدفع هو ما يجب دفعه للمالك الحالي، ولكن الولي الأول رفض ذلك، هو قبل أن يدفع ليحرر الأرض لأنه يعلم أنه في حالة موت نعمى وراعوث تصبح الأرض ملكًا لهُ هو أو لورثته. ولكن حين عُرض عليه أن يتزوج راعوث لم يقبل ربما لفقرها أو لأنها عملت أجيرة.... إلخ. ولكن الأهم من هذا كله أنه رفض لأنه يعلم أنه بزواجه من راعوث يقيم نسلًا للميت أي محلون وبذلك تكون الأرض لابن راعوث ولراعوث وليس لهُ هو فالمولود الأول يُنسب في هذه الحالة (حالة زواج أرملة المتوفى من أقرب ولى) للزوج الميت وليس للولي. وهذه الشريعة وُضَعتْ حتى لا تذهب الأرض إلى أجنبي وحتى لا تنقرض أي أسرة.
آية (1): "فصعد بوعز إلى الباب وجلس هناك وإذا بالولي الذي تكلم عنه بوعز عابر فقال مل واجلس هنا أنت يا فلان الفلاني فمال وجلس."
كان بوعز لا يستطيع أن يفك الأرض ويتزوج راعوث ما لم يرفض الولي الأول ذلك. يا فلان الفلانى = من المؤكد أن بوعز ناداه باسمه لكن الوحي رفض ذكر اسمه لأنه غير مستحق لذكر اسمه إذ كان يريد أن يقتنى حقل أليمالك ويدفع الرهن أو الثمن لضمه إلى ميراثه. فهو مهتم بامتلاك الأرض (التراب) وأماّ النفوس عنده فبلا قيمة. فهو بمقياس مادي وجدها صفقة خاسرة.
الآيات (2-5): "ثم اخذ عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم اجلسوا هنا فجلسوا. ثم قال للولي أن نعمي التي رجعت من بلاد مواب تبيع قطعة الحقل التي لاخينا اليمالك. فقلت اني اخبرك قائلًا اشتر قدام الجالسين وقدام شيوخ شعبي فان كنت تفك ففك وأن كنت لا تفك فاخبرني لاعلم لانه ليس غيرك يفك وأنا بعدك فقال اني افك. فقال بوعز يوم تشتري الحقل من يد نعمي تشتري أيضًا من يد راعوث الموابية امراة الميت لتقيم اسم الميت على ميراثه."
عشرة رجال = مجلس شيوخ يبت في المشاكل ويتكون من 10 أشخاص ليكتمل النصاب القانوني. وهو رقم يشير للوصايا والناموس الذي يحكم بعجز الولى الأول عن فك النفس البشرية من سلطان عدو الخير وإقتنائها عروسًا ليقيم نسلًا للميت قادر أن يرث. فالناموس عجز عن أن يخلص البشر.
آية (6): "فقال الولي لا اقدر أن أفك لنفسي لئلا افسد ميراثي ففك أنت لنفسك فكاكي لاني لا اقدر أن أفك."
يفك = يخلص. فالناموس (الولى الأول) لا يخلص. لا أقدر.. لئلاّ أفسد ميراثي = هو لا يريد أن يأخذ الأرض ويفكها وتصبح لهُ ثم تعود الأرض لراعوث وإبنها حين تلِدْ.
آية (7): "وهذه هي العادة سابقا في إسرائيل في أمر الفكاك والمبادلة لأجل إثبات كل أمر يخلع الرجل نعله ويعطيه لصاحبه فهذه هي العادة في إسرائيل."
خلع النعل = أي لم يَعُدْ لهُ الحق أن يطأ الأرض بقدميه، فلم تعد الأرض ميراثًا لهُ، بل قد انتقلت ملكيتها إلى الولى الثاني. وربما كان أن الابن الضال قد أعطى لهُ حذاء أن هذا علامة لعودة الميراث لهُ.
الآيات (8-10): " فقال الولي لبوعز اشتر لنفسك وخلع نعله. فقال بوعز للشيوخ ولجميع الشعب انتم شهود اليوم اني قد اشتريت كل ما لاليمالك وكل ما لكليون ومحلون من يد نعمي. وكذا راعوث الموابية امرأة محلون قد اشتريتها لي امرأة لأقيم اسم الميت على ميراثه ولا ينقرض اسم الميت من بين إخوته ومن باب مكانه انتم شهود اليوم."
أيقونة قبطية أثرية تصور بطاركة العهد القديم الآباء إبراهيم، اسحق، يعقوب في السماء - دير السريان، مصر
قد إشتريتها = والمسيح قد اشترى كنيسته بدمه. ولاينقرض اسم الميت = المسيح حين اشترانا وهبنا حياته لنصير أحياء وليس أموات. والذي يموت بالجسد الآن لا ينقرض اسمه فإله إبراهيم وإسحقويعقوب ليس إله أموات بل هو إله أحياء، ومن يموت الآن يذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب أي لا يموت بل يكون حيًا.
الآيات (11، 12): "فقال جميع الشعب الذين في الباب والشيوخ نحن شهود فليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وكليئة اللتين بنتا بيت إسرائيل فاصنع ببأس في افراتة وكن ذا اسم في بيت لحم. وليكن بيتك كبيت فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا من النسل الذي يعطيك الرب من هذه الفتاة."
بارك الجميع الروح الباذل بمحبة في بوعز وطلبوا أن يباركهُ الله ليجعل الرب المراة كراحيل وكليئة = أي مثمرة كما بارك الله في نسل راحيل وليئة وجعل منهما كل إسرائيل. والكلام يعنى ضمنًا قبول راعوث كأنها من الشعب وأنها لم تعُدْ في نظرهم كأممية. وكما كان نسل ليئة وراحيل يمثل شعب العهد القديم، شعب الله في العهد القديم، صارت راعوث تمثل كنيسة الأمم شعب الله في العهد الجديد عروس المسيح بوعز الحقيقي.
فإصنع ببأس في أفراتة وكن ذا اسم في بيت لحم = معنى اسم بوعز عز وقوة وأفراته هي بيت لحم (اسم ثان لها) وأفراتة تعني مثمر وبيت لحم تعني بيت الخبز. وكأن طلبتهم هنا تعني أنه كما يكون اسمك تكون أنت قويًا عزيزًا مثمرًا في مدينتك بيت لحم. وهكذا كان المسيح نسله.
كبيت فارص = كان نسل فارص أكثر من غيره ومنه أتى اليمالك وكل أهل بيت لحم ولكن نلاحظ أن فارص إقتحم أخاه زارح وسلب منهُ البكورية (تك 28: 29-30) وهكذا إقتحم بوعز الولى الأول وسلب منه البركة وهكذا إقتحمت كنيسة العهد الجديد كنيسة العهد القديم آخذةً كل بركاتها وأكثر كثيرًا.
الآيات (13، 14): "فاخذ بوعز راعوث امرأة ودخل عليها فأعطاها الرب حبلا فولدت ابنا. فقالت النساء لنعمي مبارك الرب الذي لم يعدمك وليا اليوم لكي يدعى اسمه في إسرائيل."
فأعطاها الرب = في الكتاب المقدس ينسب الطفل للأب، أمّا هنا فينسب لأمه راعوث لأنه شرعيًا منسوب لرجلها الميت.
هو منسوب لها لأنها استحقت بمحبتها وإيمانها وجهادها أن يُنسب لها.
آية (15): "ويكون لك لإرجاع نفس وإعالة شيبتك لأن كنتك التي أحبتك قد ولدته وهي خير لك من سبعة بنين."
لإرجاع نفس = إذ صار لأبيه الميت اسمًا فصار كأنه حيّ. وهى خيّر لكِ من سبعة بنين = علاقة الحب أقوى من العلاقات الطبيعية، فلو كان لنعمى 7 بنين لتزوجوا وتركوها أماّ راعوث فلم تتركها.
آية (16): "فأخذت نعمي الولد ووضعته في حضنها وصارت له مربية."
نعمى التي تشير للناموس تفرح وتُسَّر إذ يكمل عملها برؤيتها لهذا الثمر الفائق.
آية (17): "وسمته الجارات اسما قائلات قد ولد ابن لنعمي ودعون اسمه عوبيد هو أبو يسى أبى داود."
عوبيد = تعني عبد وربما أسموه هكذا لأنه سيخدم نعمى جدته. وهو يشير للمسيح الذي صار عبدًا لأجلنا (في 2: 7) يوهب للنفس المؤمنة أن تحمله في أحشائها كما حملت راعوث عوبيد. فيصير للنفس حياة بعد أن كانت ميتة = يكون لك لإرجاع نفس. ويكون لإعالة شيبتها = فالمسيح ينزع عن النفس شيبتها ويأسها ويردها لشبابها الروحي. هو أبى يسى أبى داود = فصموئيل النبي كاتب هذا السفر يكتب هذا بعد أن مسح داود ملكًا ليظهر نسب داود. ويختتم السفر بإعلان مجيء داود كثمر من ثمار جدته راعوث ثم ليأتي من هذا النسل ابن داود الذي سيشبع البشرية فكأن السفر ابتدأ بمجاعة وينتهي بالشبع الحقيقي حيث ينعم العالم كله بابن داود مشتهى الأمم.
الآيات (18-22): "و هذه مواليد فارص فارص ولد حصرون. وحصرون ولد رام ورام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون. وسلمون ولد بوعز وبوعز ولد عوبيد. وعوبيد ولد يسى ويسى ولد داود."
</B>
|