|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صُرة المر حبيبى لى بين ثديى يبيت (نش1) الجمعة 07 يونيو 2013 القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى "المر" نوع من النباتات له طعم مر وله رائحة جميلة جداً، و نتذكر جميعاً أن المجوس لما زاروا رب المجد يسوع بعد ميلاده فى بيت لحم قدموا له ذهباً ولباناً ومراً، فالذهب دائماً كان يرمز للاهوت.. وكان تقديمه إشارة للاهوت المسيح، واللبان يرمز للصلاة، أما المر فقُدم له للآلام التي كان سيتحملها من مرارة خطايا البشرية جميعها التي كان سيحملها على صليبه لكى يخلص البشرية من الهلاك الأبدي ويحييها حياة أبدية. وعندما عطش المسيح على الصليب قدموا له خلاً ممزوجاً بمرارة فلم يرد أن يشرب وكان ذلك إشارة أيضاً إلى مرارة الخطية التي حملها نيابة عنا فوق الصليب ثم لما كفنوه أيضاً استخدموا المر لنفس السبب. لقد تحمل المسيح على صليبه آلام البشرية جميعها بكل ما تشمل ذلك من الخطايا والآثام، ونتائجها وكل الأوجاع والاضطرابات التي تعرض لها كل إنسان.. فالرب وضع عليه إثم جميعنا.. والمر يشير إلى امتزاج الطعم المر مع الرائحة الطيبة، وهذا يشير إلى حال المسيح الذي امتزج ما يحمل من قمة الألم إلى قمة الفرح.. فكانت قمة الألم أن يحمل المسيح الصالح الذي لم يخطئ و لم يوجد في فمه غش، بل الذي هو الصلاح بنفسه كل آثام البشرية جميعها، والفرح أيضاً بلغ قمته فوق الصليب لأنه رأى نسلاً تطول أيامه (إش 53) والنسل الذي هو نحن أي كل من يؤمن أن دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية. و هكذا يكون حال أن كل إنسان يتبع المسيح من كل قلبه، فعليه كما قال المسيح مراراً أن يحمل الصليب بفرح، ويتبع المسيح بل وأن يعتبر أن الألم الذي سمح به الرب فى حياته له ما يختص بهذا الإنسان من مشاركة المسيح فى الآلام كما قال الرسول بولس إنه "إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضاً معه"، إذاً لا مجد بدون آلم.. ولا قيامة بدون موت.. ولا نصرة بدون هزيمة.. وهكذا يعتبر التلميذ الحقيقي للمسيح أن الألم في حياته بركة.. فإن تعرض لظلم ما، فهذا نصيبه في المشاركة للظلم الذي تعرض له المسيح وإن كان ألم من أي نوع أو بسبب أي مشكلة يمر بها الإنسان، فهذا ينبغي أن يكون تماماً كما كان مع المسيح المر الذي يختص بكل إنسان منا أي الألم الممزوج بالفرح كما كان مع المسيح. و هكذا يتقبل الإنسان المحب للمسيح الألم في حياته كأنه هدية من المسيح شخصياً أو كأنه ما يختص به في حياته من مشاركة المسيح. فيفرخ فى الضرورات والشتائم كما يقول الكتاب.. ويفرح فى الألم كما يقول الرسول بولس.. لكى يكمل فى جسده نقائص شدائد المسيح لأجل بنيان الكنيسة التي هي جسده.. وكيف يكون ذلك عملياً؟؟ فيكون بطريقة واحدة أن ينسى الإنسان ألمه ويركز على آلام المسيح، بل وأن يشكر المسيح من أجل هذا الألم فهو هدية شخصية من المخلص الحبيب أهداها لكل منا. فكأن المسيح ظهر شخصياً لك وأعطاك صليباً هديةً منه، كلنا نفرح بأي صليب يُقَدم لنا هدية من أحبائنا ونعلقه على صدورنا أو في منازلنا فكم ينبغي أن يكون فرح كل منا بالصليب الحقيقي الذي يخصه به الحبيب يسوع الذي هو شركة الرب في الألم. كل إنسان يفهم ويدرك هذه الحقيقة يرتفع به الرب فوق الألم.. وحتماً يرى نور القيامة والفرح والتعزية وهكذا يكون المجد الذي يعقب الألم وتكون الفائدة لجسد المسيح عظيمة، لأن كل منا يمر بألمٍ ما ويتفاعل مع الرب و يرتفع معه فوق الألم ويحيا الفرح والقيامة والنصرة تكون نتيجة ذلك أن يستخدمه الرب فى حياة كل إنسان متألم في جسد المسيح بنفس نوع الألم وهكذا يحدث البنيان لجسد المسيح. وهكذا نستطيع أن نفهم كيف تقول عروس نشيد الأنشاد "صٌرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت" فعادةً أي امرأة تحتفظ بصرتها فى صدرها بين ثدييها وتحتوى الصُرة على أغلى ما للمرأة من جواهر أو أموال أو أشياء ثمينة جداً.. أما عروس النشيد التي هي أنا وأنت فعندما تتبع نفوسنا الرب يسوع تنفتح أعين قلوبنا فنرى أن الألم الذي يصيبنا والذي هو نصيبنا في شركة آلام المسيح هو هدية الرب الحبيب الشخصية لنا فنفرح بالألم بل وندرك أن هذا هو أغلى ما لنا ويكون حفظه في داخل قلوبنا وهكذا فقط نستطيع أن نقوم معه ونتمجد أيضاً معه ويتحقق دورنا في بناء جسد المسيح الذي هو كل الجسد مركباً معاً بمؤازرة كل مفصل يحصل بنيان لجسد المسيح كما في رسالة أفسس. |
07 - 06 - 2013, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: صُرة المر حبيبى لى بين ثديى يبيت (نش1)
ميرسى كتير على الكلمات المباركة |
||||
08 - 06 - 2013, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: صُرة المر حبيبى لى بين ثديى يبيت (نش1)
جميل جدا وكلام قيم ربنا يباركك يا غالي تيتو
|
|||
|