منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 10 - 2022, 02:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

فكيف أنتِ أيضاً تريدين الآن أن تتركينا يتامى




فبعد أن أقتبلت البتول المجيدة هذا التنبيه قد أخبرت به القديس يوحنا الأنجيلي، الذي بسهولةٍ يمكننا أن نتصور بعقولنا كم كانت هذه الخبرية لديه مرةً. اذ أنه كان في مدةٍ ليست بوجيزةٍ من السنين قد تمتع بصفة أبنٍ خاص لهذه الأم الكلية القداسة، فائزاً بمخاطباتها وبعيشته معها، ثم أنها قد زارت من جديد الأماكن المقدسة لا سيما جبل الجلجلة حيث كان أبنها أسلم روحه على خشبة الصليب، وأنفردت في بيتها الحقير متأهبةً للموت. وفي بحر تلك الأيام كانت الملائكة يترددون إليها مسلمين عليها ومعزينها بسرورٍ لا يوصف، عند معرفتهم أنه بعد قليلٍ من الزمان قد كانوا مزمعين أن يشاهدوا ملكتهم هذه مكللةً في السماء. فكثيرون من الكتبة الكنائسين (نظير القديس أندراوس الأقريطشي في خطبته على نياحها. والقديس يوحنا الدمشقي في ميمره على رقودها، وأفتيميوس) أخبروا بأن الرسل القديسين كافةً، وجانباً من تلاميذ الرب بأعجوبةٍ إلهيةٍ قد ألتئموا من أقطار الأرض قبل نياح هذه السيدة الى أورشليم. ووجدوا داخل بيتها، وانها عندما شاهدت أولادها هؤلاء الأعزاء مجتمعين حولها قد خاطبتهم هكذا قائلةً:: أن أبني قد تركني ههنا عندكم لأجل مساعدتكم يا أعزائي وحباً بكم، أما الآن فالإيمان المقدس قد أنتشر في العالم، وأثمار الزرع الإلهي قد نمت متكاثرةً، ولهذا اذ رأى سيدي أن حضوري في الأرض لم يعد ضرورياً، فشفق عليَّ لمرارة أبتعادي عنه. وأستجاب لكثرة عواطفي وأشواقي نحو الخروج من هذه الحيوة، لكي أمضي الى السماء وأتمتع بالنظر إليه، فواظبوا اذاً أنتم على التعب من أجل مجده تعالى. فأنا أن فارقتكم بالجسد فلا أفارقكم بالروح، لأن حبي إياكم العظيم هو في قلبي ودائماً سيكون معي. وهوذا أنا منطلقةٌ الى الفردوس السماوي لكي أصلي من أجلكم". فمن يمكنه أن يصف مقدار الحزن المرافق من هطل الدموع والندب الذي حصل عند هؤلاء الرسل القديسين وتلاميذ الرب. حينما فهموا أنه بعد زمنٍ وجيزٍ كان يلزمهم أن يفارقوا أمهم هذه الرحيمة. فمن ثم بسكب العبرات قالوا لها هكذا: فاذاً تريدين أيتها البتول أن تتركينا. فأي نعم أن هذه الأرض ليست هي مكاناً لائقاً بكِ، ولا نحن مستحقون أن نتمتع برفقة والدة الإله التي هي أنتِ، ولكن أفتكري في أنكِ امنا أنتِ. وقد كنت لحد الأن معلمتنا ومرشدتنا في حل المشاكل والأبهامات، ومعينتنا ومشجعتنا فيما بين الأضطهادات، فكيف الآن تهملينا وحدنا من دون مساعدتكِ لنا المنيعة نحن المحاطين من أعداءٍ أقوياء وكثيرين، والمحاربين من جهاتٍ مختلفةٍ. فقد كنا قبلاً فقدنا من على الأرض معلمنا وأبانا يسوع الذي صعد الى السماء وبقيتِ تعزيتنا الوحيدة قائمةً مدة هذا الزمان في شخصكِ يا أمنا العزيزة. فكيف أنتِ أيضاً تريدين الآن أن تتركينا يتامى، من دون أبٍ ومن غير أمٍ، فيا سيدتنا نتوسل إليكِ أما بأن تمكثي فيما بيننا. وأما بأن تأخذينا معكِ: (هذا ما كتبه القديس يوحنا الدمشقي في ميمره على نياحها) فهنا البتول المجيدة قالت لهم بعذوبةٍ: كلا. يا أولادي الأحباء أن هذه ليست هي أرادة الله. فأرتضوا اذاً بما رسمه عز وجل عليَّ وعليكم. لأنه يخصكم أن تستمروا أيضاً في الأرض لتجاهدوا من أجل مجد المخلص. ولكي تتمموا أكتساب تيجان نصرتكم الأبدية، فأنا لا أفارقكم مهملةً إياكم بل لكي أساعدكم وأسعفكم وأعينكم بأفضل نوعٍ بواسطة تضرعاتي من أجلكم أمام الله في السماء فأمكثوا هادين راضين، وأنا أوصيكم بالكنيسة المقدسة، وأستودعكم الأنفس المفتداة، وهذه لتكن لكم وصيتي الأخيرة الوادعية، فأحفظوها أن كنتم تحبوني، أي أتبعوا من أجل خلاص الأنفس، ومن أجل مجد أبني، لأننا يوماً ما عتيدون أن نجتمع كلنا من جديد في السماء، وحينئذٍ لا يعود يحدث فيما بيننا فراقٌ ما أصلاً.*
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصلبي معه أنتِ أيضاً والدته
أنتِ التي الآن جالسةٌ سلطانةً على السموات والأرض
أنتِ الآن هي سيدتنا وملكتنا لأنكِ أم إلهنا
أنتِ اذاً هي رجاء الجميع ورجائي أنا أيضاً
حالكِ أنتِ أيضاً كحالنا


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024