رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إختيار البابا : بدا الأساقفه يجرون مشاورات مختلفه ليختاروا من يكون مستحقا للبطريركيه بمفردهم وفى نفس الوقت كان كهنه وشعب مدينه الإسكندريه يتشاورون لمن يصلح لهذا المنصب0 وتم مثل هذا التشاور أيضا فى مدينه مصر( بابليون) 0 ولم يعلم شعب مصر أن الرب قد إختار من يرعى شعبه0 ولما طال أمر التشاور إجتمع الأساقفه مع كهنه وشعب الإسكندريه وذهبوا جميعا الى مصر بدأوا يذكرون أسماء الكهنه والرهبان والعلمانيين الذين إشتهروا بالعفه وطهاره القلب والعلم ومعرفه الكتب الإلهيه فلم يتفقوا على واحد0 فى هذا الوقت دخل إبراهيم الأرخن بسبب خراج أراضى الكنيسه فلما رأوه الآباء الأساقفه والأراخنه والشعب القبطى فرحوا به فرحا عظيما ليأخذوا رأيه لإنه كان فيه روحا مقدسه فذكر لهم بعض الأسماء 0 وكان فى دير ابو مقار رئيسا إسمه شنوده مشهورا بالصفات السابقه كما انه قام ببناء كنيسه بالدير وبنى كنائس أخرى0 وكان شنوده قد جاء لمقابله إبراهيم الأرخن ليقضى له إحتياجات الكنيسه0 ولما قضى شنوده حاجات الكنيسه ذهب الى البريه بسرعه فى ليله 27 من كيهك ليقضى عيد الميلاد فى كنيسته وفى العاده تعيد الكنيسه القبطيه عيد الميلاد المجيد إما 28 كيهك أو 29 كيهك0 وفى اليوم التالى إجتمع الجميع مره أخرى فى كنيسه القديس أبو سرجه ( سرجيوس وراخس ) بقصر الشمع (حصن بابليون) حصل أن الجميع قالوا بنفس واحده لا يصلح لهذه الرتبه إلا شنوده الراهب بدير أبو مقار وصاحوا جميعا بصوت واحد00 مستحق مستحق مستحق00 فخرجوا يبحثون عنه وذهبوا الى إبراهيم الأرخن ظانين أنه ما زال فى مصر وأعلموا إبراهيم بإختيارهم شنوده ولكنهم لم يعلموا بذهابه الى ديره بسرعه فقال لهم:إن شنوده ما زال فى طريقه الى الدير فأنا أحضره إليكم بحجه أنكم تريدون أن تسألوه عن أسماء أخرى لإختيار منها واحدا يصلح ان يكون بطريركا لإن المجتمعين لم يتفقوا على شخص حتى الآن0 ثم كتب خطابا الى شنوده الراهب بهذا المعنى .حضر شنوده الى مصر فى أول طوبه وكانت جموع الأقباط قد علمت بوصوله الى مدينه مصر فتزاحم الأقباط داخل وخارج كنيسه أبى سرجه وكانوا قد بدأوا فى صلاه القداس الإلهى0 فحدث ان الراهب شنوده حضر وهو لم يعلم حقيقه إستدعائه ودخل فجأه أثناء تلاوه صلاه القداس الإلهى وكان القس قد وصل الى عباره ( هو مستحق وعادل ) فتهلل الجمع وصاحوا بصوت عظيم 00 مستحق مستحق مستحق00 وإرتجت الكنيسه وصاحت الجموع بأكثر من السابق 00 مستحق بالحقيقه00 ووثبوا عليه ومسكوه وقيدوا رجليه بالحديد فصرخ وبكى وقال لهم: ما هذا الذى تفعلوه أمام الله ؟ أنتم تظنون أننى مستحق هذه الرتبه لا تفكروا أننى مستحق هذه الدرجه0ويقول ابن المقفع ج2 ص12 ( وكان الله إختاره وأراد أن يقدمه راعيا لهذه الأمه الضعيفه) وفرح شعب الله وقالوا أيضا مبارك الآتى بإسم الله فتفائل الأقباط بما حدث وإعتبروا ما حدث دليلا على أن الله قد إختار شنوده الراهب لهذا المنصب الخطير0 وحملوه بسرعه ليكرزوه فى مدينه الإسكندريه وكانت الأخبار قد سبقتهم الى المدينه العظيمه فلما وصلوا بالقرب من الإسكندريه خرجت جماهير الأقباط فإستقبلوه ودخلوا الى مدينه الإسكندريه بالتهليل والفرح وكرامه وكان يصحبهم جميع شيوخ ورهبان بريه شهيت (وادى هبيب) لكثره محبتهم له وكان ذلك فى يوم 11 من طوبه وحدث أنه هطل مطر غزير فى هذا اليوم ورسم فى 13من سنه 575ش من طوبه وأصبح البابا شنوده الأول البطريرك رقم 55 |
|