رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه. كل من الابنين أخطأً، فالابن الذي ذهب أخطأ في مخاطبة أبيه بلهجة جافة، والمُتأدب أخطأ في انه لم يَصدقْ في وعده. لكن أحدهما قد تاب وندم، أمَّا الآخر فقد تمادى في عصيانه وتمرُّده. والابن الأول أُمتدح مرتين: المرة الأولى على صدقه في عدم إعطائه وعدًا قد لا ينفِّذه؛ والمرة الثَّانية لتراجعه عن خطأه وعاد لتنفيذ مشيئة أبيه. وأمَّا الابن الثَّاني فقد ذُم مرتين: المرة الأولى، لأنَّه أعطى وعدًا ولم ينفِّذه، والمرة الثَّانية لعصيانه مشيئة أبيه. وفي هذا الصدد قال الشاعر القديم المثقب العبدي في قصيدته: حسن قول "نعم" من بعد "لا" وقبيح قول "لا" بعد "نعم". وإذا قلت "نعم" فاصبر لها بنجاح القول إن الخلـف ذم. |
|