|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة للصمت اُسْكُتُوا عَنِّي، فَأَتَكَلَّمَ أَنَا، وَلْيُصِبْنِي مَهْمَا أَصَابَ [13]. إن كان قد أُصيب أيوب بتجاربٍ هذا مقدارها، فإنها أهون مما أصابه من كلمات أصدقائه. تجاربه لن تدينه بل تزكيه، أما كلماتهم الشريرة وكذبهم وبغضهم، فمصائب أخطر من كل نكبة أو كارثة! يليق بهم أن يصمتوا لأنهم محبون للجدال غير النافع. ليتكلم أيوب، ويكشف لهم ما هم عليه، حتى وإن تكلم وهو جالس في المزبلة يرتدي ثوبًا من الدود المحيط به. لا يبالي أيوب بما يصيبه: "وليصبني مهما أصاب"، ومهما فسروا هذه المصائب، وفكروا فيه أسوأ تفكير، فإن هذا كله لن يوقف شهادة ضميره التي يقدمها بكل استقامةٍ ونزاهةٍ. * "اسكتوا عني قليلًا، فأتكلم ما يمليه عليّ فكري" [13]. إنه يظهر أنهم تكلموا بإدراك جسدي، هؤلاء الذين يلزمهم بالصمت، ليتكلم حسبما يمليه عليه عقله. كأنه يقول بكلمات واضحة: "لست أتكلم بطريقة جسدية بل روحية، لأنني اسمع بإدراك روحي الأمور التي أقدمها بخدمة الجسد. البابا غريغوريوس (الكبير) فكما أن الماء يفسد أجود أنواع الخمور، هكذا المناقشات الغبية تفسد الفضلاء في السيرة وفي طباعهم . القديس أنطونيوس الكبير |
|