رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمَّا أعلن يُوحنَّا عن يسوع أنه حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يُوحنَّا 1: 29)، لم يكن يعرف كيف سيُرفع، ولم يكن يدرك سبب رغبة المسيح في الاعتماد منه (متى 3: 13-15). ولكي يحمل يسوع خطيئة العالم، كان عليه أن يقبل معمودية أخرى، ولم تكن معمودية يُوحنَّا إلا مجرّد مثال لها، وهي معمودية آلام وموت على الصليب، كما صرَّح يسوع إلى تلميذيه يعقوب ويُوحنَّا إذ قالَ لَهما يسوع: ((إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَسألان. أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها، أَو تَقبَلا المَعمودِيَّةَ الَّتي سَأَقبَلُها؟" (مرقس 10: 38). وبهذه المعمودية، سيتمّم يسوع كل برّ (متى 3: 15)، لا بإهلاك الخطأة، بل بتبرير الجموع الذين حمل خطاياهم على الصليب، كما تنبأ أشعيا: " كحَمَلٍ سيقَ إلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ "(أشعيا 7:53). ويُعلق القديس يُوحنَّا للصليب "أن النفس التي ترغب في الحكمة الإلهية، تختار الدُّخول في قلب الصليب. فالصليب هو الباب الذي به يُمكن الدخول إلى كنوز هذه الحكمة". |
|