رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس مار سمعان العمودي حياة القديس سمعان العمودي ولد القديس سمعان حوالي سنة 386 م في بلدة سيس القريبة من بيقوبوليس (قرب أضنة، تركيا حالياً) وقد أخذ عن والديه الريفيين الميسورين رعاية المواشي وهو فتى صغير. وفي يوم قارس البرد وكثير الثلج لزم القطيع فيه الحظيرة ذهب مع والديه إلى الكنيسة حيث استمع إلى الكاهن يردد التطويبات التي أطلقها الفادي عظة الجبل: طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض طوبى للجياع والعطاش إلى البر فانهم يشبعون طوبى للمحزونين فإنهم يعزون طوبى للرحماء فإنهم يرحمون طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون … |
25 - 02 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
اجتذبت كلمات المعلم الإلهي فتانا سمعان وتاقت نفسه إلى الصفاء الروحي ومال إلى الحياة النسكية فانضم إلى جماعة من النساك، قرب سيس، فبقي معهم مدة سنتين لكن نفسه تاقت بعدها إلى حياة أكمل فانتقل إلى منطقة دير تلعادة الكبير جنوب سفح جبل الشيخ بركات ولجأ إلى دير برج السبع القريب إلى الغرب الذي كان أسسه أوسيبوناس وحبيبيون تلميذا مار سابا العظيم وكان يرأسه هليدوروس ويضم ثمانين راهبا . أمضى القديس سمعان في هذا الدير عشر سنوات قضاها في الصلاة والتقشف . كان يتناول الطعام مر واحدة في الأسبوع ، وشد مرة حبلاً خشناً على جسده للإمعان في التقشف ، فأدى إلى نزف دمه ولم يقبل بمعالجة الجرح فطلب منه مغادرة الدير كي لا يتسبب خراب من كانت بنيته ضعيفة من الرهبان في حال مجاراته عمله . في العام 412 م لجأ القديس سمعان إلى بلدة تلانيسوس ( قرية دير سمعان حالياً ) الواقعة على السفح الجنوبي الغربي للجبل الذي أقام فيه في ما بعد بقية حياته ، فعاش في هذه البلدة ثلاث سنوات في مجتمع رهباني صغير أسسه مارس بن برعطون . |
||||
25 - 02 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
أقام سمعان في صومعة وصام الصوم الأربعيني دون أن يأكل أو يشرب شيئاً رغم وجود عشرة أرغفة من الخبز وجرة ماء قربه وقد أصبح صوم الأربعين دون أكل أو شرب عادة لدى القديس سمعان رافقته حتى آخر حياته على العامود .
غادر القديس سمعان تلانيسوس وارتقى قمة الجبل المجاور حيث أقام ضمن سياج صغير على شكل دائرة في أرض تعود إلى الأب داوود من تلانيسوس وربط نفسه بسلسة طولها عشرون ذراعاً لتحد من حركته وتكون قيدً لجسده . إلا أنه أقتنع بعد تنبيه أحد أساقفة أنطاكية له واسمه ملاتيوس . بقطع السلسلة بحيث تكفيه رقابة ضميره قيداً لجسده . وقد خلف مكانً تثبيت السلسلة على فخذه قروحاً تختبئ فيها البراغيث وهو يحتمل قرصها بشجاعة لمجد الله . ذاعت طريقة حياته والعجائب التي كان يصنعها الله على يديه ، فاقبل الناس عليه بكثرة ، منهم المرضى لينعموا بالشفاء ،ومنهم العواقر ليرزقهن الله أولاداً وغيرهم ليمدهم بالنصح والرشاد لحل مشاكلهم المستعصية . وكان الناس يقصدونه من كل حدب وصوب على مختلف جنسياتهم ، من الفرس والأرمن والعرب ومن أقصى الغرب من اسبانيا وانكلترا وبلاد الغال …. وبغية تجنب مضايقة الزوار العديدين انتصب سمعان على عامود أقيم له بارتفاع ذراعين بحسب قول \” الحياة السريانية \” وبارتفاع ستة أذرع بحسب رأي تيودوره أسقف قورش . وأخذ العامود يزداد ارتفاعاً ، بازدياد حجم أعداد الجمهور الجموع التي كانت تقصد القديس حتى وصل ارتفاعه إلى 40 ذراعاً بحسب النص السرياني و36 ذراعاً بحسب قول الأسقف تيودورة . |
||||
25 - 02 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
أمضى القديس سمعان على هذا العامود اثنين و أربعين عاماً .نعرف ذلك من السقف تيودورة الذي ذكر في \” التاريخ الكنائسي \” الذي كتبه في العام 444 م وأورد فيه سيرة نساك المنطقة ، انه يرى القديس سمعان عل عاموده للمرة الثامنة والعشرين . وبما أن القديس توفي في العام 459 م فهذا يعني أنه بقي على عاموده مدة 42 عاماً .
كان القديس سمعان صاحب رسالة وخطيباً ، يعظ مرتين في اليوم ويوزع نصائحه على قاصديه ومن حوله . يحل خلافات المتخاصمين ويرشد الوثنيين منهم إلى الدين المسيحي . كانت حياته مثالاً نموذجياً لحياة الناسك السوري الذي كان يعرف كيف يوفق بين الانعزال والنظام القاسي لنكران الذات والمشاركة المباشرة مع مظاهر الحياة المدنية والدينية بالاحتكاك اليومي مع الجماهير . ويذكر الأسقف تيودوره مجيء زوار حتى من رافينا في ايطاليا . وكان يحج إلى العامود وسكانه وفود الرهبان والرسميون وكبار رجال الكنيسة والدولة القادمون لزيارة أنطاكية وحضور الاجتماعات الدينية فيها ، كمجيء الراهب دانيال الذي أصبح في ما بعد ومن المتحمسين للقديس سمعان . لقد زاره بعد حضور اجتماع ديني في انطاكية مع مجموعة من الآباء برتبة ارشمندريت . وقد ساهمت العلاقات التجارية بين انطاكية والعالم الروماني في اذاعة شهرة القديس سمعان العامودي وكانت صورته معروضة في محترفات الفنانين في روما ، كما يذكر أنه كان يرسل تحياته إلى القديسة جنفياف شفيعة باريس ( قرية ليتسيا lutetia آنئذٍ ) مع التجار الغاليين الذين كانوا يزورونه ويعلمونه عن قداستها وأخبارها. ومن عجائب القديس سمعان التي يذكرها الأسقف تيودوره ، شفاء أحد الأمراء القادمين إليه من الرقة وكان مصابا ً بالفالج. كما استجاب دعاء أحدى أمهات الاسماعيليين فأصبحي أماً بعد أن كانت عاقراً . وكان أهل فارس يدعونه \” الرجل الآلي \” وكانت قوة احتماله للوقوف والسجود فوق عاموده في أثناء صلاته عجائبية . فقد عدَّ أحد مرافقي الأسقف تيودوره 1244 ألف ومائتي وأربع وأربعين سجدة ثم ضجر وتوقف عن العد. وكان في سجوده ينحني فتصل جبهته حتى إصبع رجليه . ذلك أن معدته التي لايصل إليها الطعام سوى مرة واحدة في الأسبوع وبكمية ضئيلة كانت تسهل انحناء ظهره . وكان يبقى بعد غياب الشمس وحتى شروقها في الأفق واقفاً الليل كله رافعاً يديه نحو السماء دون أن يميل إلى النعاس أو يغلبه التعب. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
توفي القديس سمعان في 24 تموز 459 وسجي جثمانه قرب أسفل العامود في تابوت من الرصاص . وجاء في سرد العامودي دانيال أنه لم يكن هناك على الهضبة التي انتصب عليها العامودي أي بناء ، بينما ذكرت رواية أنطون تلميذ سمعان والشاهد العيان لأيامه الأخيرة إن مكان العامود كان محاطاً بسياج فيه باب.
جاء مرتيريوس بطريرك أنطاكية مع حاشية كبيرة لنقل جثمان القديس العظيم إلى العاصمة أنطاكية فلقي مقاومة وممانعة من رهبان تلانيسوس وسكن المنطقة . جاء مرة ثانية وبرفقته 600 جندي بإمرة القائد الارمني اردبو وأخذوا التابوت وحملوه وساروا به على الأقدام حتى قرية شيخ الدير قرب الغزاوية ، ومن هناك وضع في عربة توجهت إلى أنطاكية حيث كانت الجموع تنتظر وصول الجثمان وهي تحمل الشموع في أيديها. وضع الجثمان مدة شهر في كنيسة كاسيانوس ثم نقل إلى كنيسة قسطنطين الكبير . ويعتقد أن سبب نقل الجثمان إلى أنطاكية هو لحمايتها من كوارث الزلازل التي كانت تتعرض لها أنطاكية حيناً بعد آخر . ولم يمنع نقل جثمان القديس سمعان إلى أنطاكية الناس من الحج إلى مكان العامود في جبل سمعان. في العام 460 م اعتلى دانيال، الذي قلد القديس سمعان بالتنسك ، أعلى عامود في الضفة الغربية للبوسفور قرب القسطنطينية ، قرب مكان عامود دانيال . وبهذا تم نقل رفات القديس سمعان إليه من انطاكية، إذ بني المدفن بين 471 و474 م . ولاتذكر سيرة \” الحياة السريانية \” المكتوبة في 472/473 م إقامة أي بناء في مكان عامود القديس سمعان. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
قبل الانتقال إلى وصف الكنيسة التي حول العامود الذي أقام عليه القديس سمعان معظم أيام حياته يبشر ويصلي ويعظ الناس بالخير ويدعو إلى السلام والمحبة ، لنتوقف قليلاً عند وصف العامود الذي كان أداة استشهاد الناسك العامودي وكأنه صليب المسيح. كان القديس سمعان رائداً بين النساك العاموديين الذين اقتدوا به ، فكانوا بذلك يبتعدون عن الحياة الدنيوية ويقتربون أكثر من السماء والله تعالى بالصلاة .كانوا ينيرون من حولهم كالشعلة ،وكان العامود غالباً مايقام قريباً من طريق عامة أو من تجمع سكاني. أما عامود القديس سمعان فكان قطره 1.10م وقد زاد ارتفاعه حتى 16 أو 18 متراً. وكان هناك أعلى العامود ألواح خشبية تستند عليه . لها جوانب كالدرابزون وهي بأبعاد أما مربع طول ضلعه 2 م أو مسدس أو دائري بحيث تشكل شرفة تشبه شرفة المئذنة مساحتها حوالي 4 م2 يقيم فيها الناسك العامودي وتمكنه من الوقوف والسجود والنوم ، وهي عادة مثبتة بجسم العامود بواسطة زوايا تثبت بمسامير معدنية. وكان من مستلزمات العامود وجود السلم للصعود إلى الناسك من أجل طلب النصيحة الفردية. ولما كان من العار على العامودي أن ينزل من عاموده قبل وفاته أو بأمر من السلطات الدينية العليا فان الناحية الصحية كانت متوفرة ، إذ كان هناك دورة مياه (مرحاض) علوية ترتبط عن طريق أنبوب من الفخار في حفرة فنية (جورة) قريبة من قاعدة العامود . وقد شوهد ذلك في أكثر من موقع عامود ناسك كما في عامود كفر دريان وعامود كيمار وسواهما . كما كان هناك غطاء كالمظلة من سعف النحل لحماية القديس سمعان من حرارة الشمس والمطر ، وقد أزاله في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
كنيسة القديس سمعان العمودي:
أقيمت الكنيسة حول العامود الذي قضى عليه القديس معظم حياته. وكانت على شكل صليب مؤلفة من أربعة أجنحة متعامدة فيما بينها ما عدا الجناح الشرقي الذي كان يميل مع الحنية 6 درجات أي 43.2 م منحرفاً نحو الشمال. وقد ارتبطت الأجنحة مع بعضها حول العامود بواسطة شكل مثمن قطره 28 م كانت تعلوه قبة خشبية عظيمة وكان يغطي كل جناح سقف خشبي مائل يستند على الجدران بجملونات، وربما أخذت فكرة الصليب من المدافن ذات الدهاليز الأربعة. وتعتبر كنيسة سمعان جوهرة كنائس \” المدن المنسية \” ومن أجمل روائع الفن المسيحي ومن أعظم وأضخم الكنائس التي بنيت في العالم، قبل كنيسة آيا صوفيا \”الحكمة المقدسة\” التي بناها جوسنتيان في القسطنطينية عام 537 م، فظلت فريدة بعظمتها وضخامتها حتى القرون الوسطى حيث بني كنائس أضخم منها على الطراز القوطي في أوروبا. كان كل جناح بحد ذاته عبارة عن كنيسة ذات بهو رئيسي وبهوين جانبيين يفصل بينهما صفان من الأعمدة والأقواس البديعة العالية، بينما بنيت الحنية في الجناح الشرقي حيث أقيم الهيكل فيها كما أقيمت في شماله غرفة الخدمة \”الدياكونيكون\” وغرفة الشهادة \”المرتيريون\” في الجنوب وهما على شكل نصف دائري. ومما يذكر أن هاتين الغرفتين تكونان عادة في جميع الكنائس على شكل مربع أو مستطيل. كانت جموع الحجاج تصعد من قرية تلانيسوس سالكة الطريق المقدسة مارة تحت قوس النصر وهي تنشد التراتيل الدينية تطوف حول العامود ثم كنيسة القديس مالئة أجنحة الكنيسة وهي تستمع إلى الصلوات المنطلقة من الجناح الشرقي الذي يقام فيه القداس أيام الآحاد والأعياد. وأقيم في الجنوب الشرقي من حنية الكنيسة الرئيسية كنيسة صغيرة للرهبان ولتأدية الفروض والصلوات اليومية كما أقيم في جنوبها دير الرهبان بطبقتين . لقد بلغت المساحة التي شغلتها الكنيسة الرئيسية وحدها 5000م2 بلغت مساحة الدير مع باحته والمقبرة 5000م2 بينما شغلت كنيسة المعمودية مع ملحقاتها في الجنوب مساحة 2000م2 ، مجموع مساحة البناء الكلي 12000م2. أما طول الكنيسة من الشرق إلى الغرب بما في ذلك المثمن الوسط فهو 100م. ومن الشمال إلى الجنوب 88 م وعرض كل جناح 24 م. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
وصف المثمن حول العامود:
قامت وسط مثمن الكنيسة قاعدة العامود المربعة يعلوها ما تبقى من عامود القديس، وهو قطعة من الحجر ارتفاعها حوالي المترين وقطرها حوالي 1.15م وهي كل ما تبقى من العامود الذي كان ارتفاعه حوالي 18 م، وقد تآكلت أطرافه بسبب تهافت الحجاج على أخذ ذخائر من عامود القديس سمعان للتبارك بها محملها تذكاراً إلى بلادهم. أما المثمن الأوسط فقد أتصل مع كل جناح من أجنحة الكنيسة المصلبة الشكل ، بقوس عال متقن البناء يستند على عامودين ينتهيان بتاجين كورنثيين. وكان هناك أربعة أقواس فرعية أخرى وبنفس الارتفاع تشكل المثمن الرائع وأظفاره التي كانت تستند عليها ألواح القبة الخشبية وقد ازدانت بزخرفة صلبان مختلفة. وبهذا كان المثمن منفذاً بحيث يتمكن جميع المؤمنين الموجودين في أبعد نقطة من الأجنحة الأربعة للكنيسة من مشاهدة العامود المنتصب وسطه . وهذه الوحدة في الفراغ بين المثمن وابهاء أجنحة الكنيسة أكملتها وحدة القياسات والأبعاد، إذ كانت عروض ابهاء الكنيسة مماثلة لطول ضلع المثمن وأطوالها مماثلة لقطره . بالإضافة إلى أن زخرفة المثمن استلهمت من زخارف وركائز وأعمدة ابهاء الكنيسة وبخاصة في تيجان الأعمدة من حيث النقوش والتركيب ونسب الأبعاد. وكان ان اجتماع لأول مرة في هذا المسطح لمكان الشهادة (المرتيريون) للقديس سمعان العامودي المثمن حول العامود وشكل الصليب في الكنيسة وكان شكلاً متجانساً رغم طول أبعاد أطرافه. لقد تعرضت البلاد إلى هزات أرضية في العامين 526 و 528 م هدمت معظم أبنية انطاكية وربما سببت أضراراً كبيرة في كنيسة سمعان وبخاصة في المثمن الأكثر تأثراً بالزلازل مما جعله يفقد قبته ويبقى مكان العامود مكشوفاً للسماء دون غطاء كما وصفه لنا إفاغريوس الانطاكي حين مروره بالكنيسة في 560 م. أما أرضية المثمن الحالية فهي عبارة عن بلاطات غطت الأرضية الصخرية حول قاعد العامود ، ويعود بنائها إلى القرن العاشر للميلاد . وقد قام الباحث الألماني كرنكر بتحريات وتنقيبات في خريف العام 1938 في المثمن والجناح الشرقي للكنيسة وهو الذي أعاد ذلك الجزء المتبقي من العامود إلى مكانه فوق المصطبة المربعة. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
أجنحة الكنيسة حول المثمن:
لقد تألف كل جناح من الأجنحة الأربعة حول المثمن من كنيسة ذات ثلاثة ابهاء على نمط الكنائس البازليك المعروفة في القرن الخامس في المنطقة . أما الجناح الغربي المنحدر والمطل على وادي عفرين فقد استند بأبهائه الثلاثة على ثلاثة أقواس قامت فوق ركائز وكأنها شرفة تطل من الأعلى على الوادي البعيد وقد قامت الأعمدة وأقواس تفصل بين الأبهاء الثلاثة في الكنيسة، لم يبقَ من هذه الأعمدة سوى قواعدها وبعض تيجانها. وتشاهد من هذا الجناح بقايا أديرة بلدة تلانيسوس المتناثرة بين دور قرية دير سمعان الحديثة . أما الجناح الشمالي للكنيسة فقد حفظت جدرانه الخارجية بشكل جيد وقد ضم جداره الشرقي تجويفاً حوى ثلاثة أضرحة ضخمة من القرن العاشر ربما لمحسنين أو لرجال دين عملوا خيراً للكنيسة ودفنوا فيها ليصلى من أجل راحة نفوسهم مع كل صلاة تقام في الكنيسة. أما الجناح الجنوبي ، وهو يمثل الجنحة الأخرى في مخططه ،إلا أنه يمتاز بواجهته البديعة بأبوابها ومقدمة مدخلها (نارتكس) وأعمدتها وتيجان أعمدتها الكورنثية التي تميل أوراق الأكانت (الخرشوف) فيها مع الريح مرة إلى اليمين في أحد الأعمدة ومرة إلى اليسار في عامود آخر، بالإضافة إلى وجود أقواس تفريغ الحمولة أعلى سواكف الأبواب . وقد جرى ترميم بعض أجزاء من عناصر الواجهة من قبل تشالنكو وزملائه من العاملين في آثار حلب بدءاً من الثلاثينات وحتى الستينات، ومن بينهم المهندس جورج قلمكاريان وتشاهد الأحجار المصفوفة في البهوين الجانبيين ومن بينها حجر حوى نقش الصليب بشكل حرفين xوp وهما الحرفان الأولان من أسم السيد المسيح \”خريستوس\” باليونانية مع حرفي الألفا والاوميغا أول حرف وآخر حرف من الأبجدية اليونانية. وهذا تعبير أستعمله القجيس يوحنا، كاتب الرؤيا، عن السيد المسيح \”أنا البداية والنهاية\”. ومما يؤكد أن الكنيسة هي كنيسة حج إلى مكان عامود القديس سمعان العامودي وجود بابين للبهو الأوسط خلف مقدمة بناء الواجهة الجنوبية (النارتكس) المؤلفة من ثلاثة أقواس عظيمة، كان يستعمل أحد البابين للدخول والآخر للخروج لتنظيم مرور الحجاج العديدين. |
||||
25 - 02 - 2019, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مار سمعان العمودي
أما الجناح الشرقي الذي ينتهي بثلاث حنيات نصف دائرية، فإن الهيكل يقوم في الحنية الوسطى ويتألف بدوره من ثلاثة أبهاء كانت تفصل بينها أقواس تستند على أعمدة وعددها في الجناح الشرقي تسعة، بينما هي في الأجنحة الأخرى سبعة أعمدة فقط . والبعد بين كل عامودين 5.3 م. لذا كان هذا الجناح الشرقي حيث تقام الصلوات أيام الآحاد والأعياد أطول من الأجنحة الأخرى. وقد قام كرنكر كما ذكرنا بالكشف عن أرضية كامل الجناح في 1938 بالإضافة إلى أرضية المثمن سطرين مكتوبين بأحجار الفسيفساء البيض والسود فأماط اللثام عن وجود زخارف مرمرية والكتابتين باليونانية والسريانية الدالتين على ترميم تم في القرن العاشر. كما قام تشالنكو بتغطية الكتابتين تمهيداً لنقلهما إلى أحد المتاحف، إلا أنهما لازالتا في مكانهما وسط البهو الأوسط مغطاتين بالبيتون الاسمنتي. وتمتد الكتابة على كامل عرض البهو الأوسط في الأرضية المرمرية القديمة وهي عبارة عن سطرين مكتوبين بأحجار الفسيفساء البيض والسود وبأحرف ارتفاعها 12 سم مع كتابة سريانية كذلك وتملأ الكتابة سطرين وفراغاً بطول 7.84 م وارتفاع 31 سم وقد خربت بعض مقاطع من الكتابة بالكامل.
أما النص السرياني فيذكر: \” بني جدار هذا الدير وبابه وزينته أيام تيودوروس …. الأب سنة 1290 \” (بحسب التقويم السلوقي ويوافق 979 م). ويقول النص اليوناني: \” أسس هذا الدير وجدد مع كنيسته من قبل تيودوروس تحت البطاركة…..وبازيليوس وقسطنطينوس القيصر الأب سنة 979 للميلاد \”. أي أن الكتابة اليونانية تذكر بناء جديداً وتجديداً للكنيسة بينما يذكر النص السرياني بناء جدار ربما كان جدار التحصين الأخير وباب واجهة الكنيسة الجنوبية، وكلاهما تم في 979 م أي قبل فترة من تدمير الدير الذي جرى في 985 م على يد سعد الدولة بن سيف الدولة الحمداني. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس سمعان العمودي وتوبة لص |
القديس سمعان العمودي |
القديس سمعان العمودي الكبير المعترف تلميذ القديس مارون |
القديس سمعان العمودى |تصميم |
القديس سمعان العمودى |