رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجهاد والنعمة إن كانت الاعمال لازمة كثمرة للخلاص فهل يخلص الانسان بجهاده ضد الخطية أم بنعمة الروح القدس العاملة معه؟ لا يمكن للإنسان ان يخلص بجهاده وحده فقد قال السيد المسيح له المجد "بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا" (يو 15:15)؛ وايضا النعمة وحدها لا تشاء ان تخلصك بدون استجابة ارادتك لها. إنصت إلى قول القديس يوحنا ذهبي الفم [... ان الله لا يريدنا ان نكون مستلقين على ظهورنا ويعطينا الملكوت لذلك فالنعمة لا تعمل كل شئ وحدها...] فهي ليست مجالا للكسل و التهاون و التراخي. وقد أعطى الانبا باخوميوس أب الشركة ملخصا لجهاده عندما جمع الاخوة ورؤساء الأديرة قبل نياحتة بثلاثة ايام وقال لهم: [أنتم تعرفون قصدي فقد سرت بينكم دون ان انتهر احدا بفظاظة كمن له سلطان، انما كنت اجتهد من اجل خلاص نفوسكم فقط. كما أنني لم انقل أحدا من موضع الى اخر، او من عمل الى اخر الا وانا عالم ان هذا لخيره ... لم أكافئ أحداً شراً بشر، ولا لعنت انسانا كان لعنني مضطجرا غاضباً، إنما كنت أؤدب بدعة وطول أناة حتى لا يخطئ الى الله الذي خلقه. لم يعاتبني احد فتذمرت حتى لو كان ذلك الشخص صغيراً، انما كنت اقبل الكلام من اجل الرب، كما لو ان الرب ارسله الىَّ. ولم امضى قط الى مجمع او موضع كمن له سلطان عليه ولا طلبت دابة اركبها من موضع الى اخر بل كنت اسير على رجلي بشكر ... فان كان احدكم يجري ورائي بدابة ويطلب مني ان اركبها اسمع له ان كان جسدي ضعيفا، اما اذا كان قويا فما كنت اقبل. اما بالنسبة للاكل والشرب او ما اشبه ذلك من راحات الجسد فانتم لستم غير عارفين بها ... انتم تعملون كيف كنت اهتم بها]. كذلك الانبا انطونيوس في سيرته العطرة: [كان دائما يحث النساك الذين يزورونه على الايمان بالله وعلى محبتهم له، وحفظ انفسهم من الافكار الشريرة واللذات الجسدية، وشبع البطن.. "لا تنخدعوا بشبع البطن" (امثال 15:24) وعلى تجنب المجد الباطل، و الترتيل قبل النوم وعند الاستيقاظ، والصلاة المستمرة، وحفظ وصايا الكتاب المقدس عن ظهر قلب وتذكر أعمال القديسين وتقليد غيرتهم كيما تفكر نفوسهم في الوصايا]. اما الانبا شنودة رئيس المتوحدين فيذكر الانبا ويصا تلميذه في سيرته : [لما حلت جمعة الألام صنع خشبة مثال الصليب المقدس وربط نفسه عليها ووقف وهو مبسوط اليدين كخشبة الصليب ولم يزل قائما هكذا وهو قدام صدره الى تمام الاسبوع وكان يصنع ذلك كأنه يتألم مع سيده ويصلب اعضاءه .. ان فضائله كثيرة يطول شرحها مما كان يكابده من مشقات العبادة منذ شبابه الى حد الشيخوخة الحسنة. ودفعة اقام شهرا من الايام يعيش بنصف خبزة واحدة مغموسة بملح وانه اكمل سيرة الرهبنة بنسك عظيم وصلوات كثيرة وكان يصلي اثنى عشر صلاة ويضرب في كل صلاة اربعة وعشرين مطانية في كل حين وكان لا ينام الليل البته الا وقت الصباح يجيه نعاس قليل ودموع كثيرة ولا يأكل خبزا سوى بقل وحبوب وقد رق عظمه وذبل جسمه . ومع هذا كله لم يخلو الأنبا شنوده من التداريب في هذه الفترة الاولى من حياته اذ يقال انه بينما كان يعمل بعض الاعمال اليدوية حسب قوانين الدير جاءه الشيطان في شكل ملاك وقال له انني مرسل اليك لأعزيك فكف عن الصلاة وانتقل من هذا القفر الى الريف لتأكل الخبز مع الاخوة وانه سيعطي لك عمرا مديدا ولكن إن ظللت في هذا التقشف والجهد فانك ستموت.... وحلل القديس هذا الكلام فوجده متناقضا لذلك رد على هذه المكيدة بقوله (اذ كنت انت ملاكا بالحقيقة اتيت لتعزيني فابسط يديك مثال الصليب وصلي للرب يسوع) فلما سمع عدو الخير ذكر الصليب واسم يسوع انصرف في الحال وفشلت تلك المؤامرة التي دبرها للقديس الأنبا شنوده]. كذلك من أقوال القديس مقاريوس الكبير عن النعمة : [الانسان الاول لما رأى نفسه عريانا خجل فما اعظم فضيحة العري، فان الجسد اذا تعرى هكذا يعرضنا لفضيحة كبرى ، فكم تكون النفس العارية من القوة الالهية التي لم تكتس باللباس الابدي الروحاني الذي هو الرب يسوع المسيح نفسه. لذلك فكل من كان غير مكتس بذلك المجد الالهي يجب ان يستحي ويقر بفضيحته كما استحى آدم من عري جسده ... ويطلب من المسيح ليكسوه بالمجد والنور. ومع ان آدم ستر نفسه بورق التين ألا ان خجله لم يفارقه لعلمه بفقره وعريه، هكذا ينبغى ان لا تنخدع النفس بزعمها انها بارة وان عليها لباس الخلاص وهي في الحقيقة قد عملت لنفسها غطاء من الافكار الباطلة. فان استند احد على بره ولم يطلب بر الله البر الحقيقي الذي هو يسوع المسيح الذي جعله الله لنا برا وقداسة وفداء كما قال الرسول بولس (1كو30:1) فان تعبه يصبح باطلا ولا تكون له فيه ثمرة لان كل بر الأنسان يصير في اليوم الاخير بمنزلة خرقة نجسة كما قال النبي إشعياء (إش 6:46)... فلنطلب اذن، من الله بتوسل وصلاة لكي نلبس لباس الخلاص الذي هو الرب يسوع المسيح النور الفائق الوصف الذي اذا لبسته النفس لا ينزع منها قط. هكذا النفس التي جرحت بشهوات الفساد والتي عميت بظلمة الخطي فهي لا تزال على كل حال لها ارادتها حتى تصرخ الى يسوع تناديه ليأتي اليها بنفسه ويصنع لها فداء ابدياً]. |
26 - 08 - 2014, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: الجهاد والنعمة
موضوع جميييل
ربنا يبارك خدمتك |
||||
27 - 08 - 2014, 08:34 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجهاد والنعمة
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجهاد والنعمة معا |
الجهاد والنعمة معًا |
التوبة بين الجهاد والنعمة |
والنعمة دى |
الجهاد والنعمة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث |