عندما يقول بولس “حُبّ المال أصل كل الشرور” يريد أيضًا أن عشق الطعام والشراب والملبس والبيوت والسيارات وكل ما يملكه الانسان أصل كل الشرور. ليس من عشق لكل ما هو مادّي لأن هذا يكبّلك ويستعبدك. خلقك الله حُرّا، وبتحرّرك من كل ما هو محسوس تستطيع أن تحبه. على هذه الصورة أمكن القول إن كنتَ ملتصقًا بـزوجتـك وأولادك وأنسبـائـك وأصدقـائـك حتى الاستعـباد لهم لا تستـطـيـع أن تكـون عـابدا لله. لك حـريـة لـتعـبـد الله وحده بها، تـأتمر بأوامره، فتحبّ ما يحبّ وتكره الأعمال والأفكـار التي هو يكـرهها. هـو ما أعطـاك الحرية لتقوم بما تشاء. إنه أعطاك فـقـط حـريـة عـبـادتـه والالتصاق بها وكأنك هنا على الأرض في السماء منذ الآن. أنتَ إنسان سماويّ او صرتَ سماويا بيسوع المسيح. تأكل ما يقيتك لا أكثر. الطعام ليس للّذة ولكنه لغـذائك ونمـوّك. كذلك الشـراب. تلـبس ما هو مألوف لتدفع عنك البرد والحرارة بلا إفـراط في التجميل. ليس جمال اللباس والمسكن محرّمًا عليك، ولكنـك في كل هذا اعتَدل حتى لا تسكر بالجمال فتحيد عن جمال الله. لا تفتخـر بأي شيء. فقط افـتخـر بالمواهب التي وضعها الله في عقلك وفي قلبك، ولا تنسب الى فضلك أنت أيّة موهبة. سلّمك اللهُ مواهبك لتستثمرها لمجده. تعـرف كلمـة الملائكة في ميلاد السيد: “المجد لله في العُلى”. فإذا نَسبتَ شيئًا لحسناتـك فهذا كبـرياء. ليس عنـدك شيء صالح إلا لكونك ورثته من ربك بعطـف المسيح عليك وبقوة الروح القدس.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)