رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأرملة الفقيرة وشخصيتها لسنا نعلم في القليل أو الكثير عن هذه الأرملة سوى بضعة سطور جاءت في إنجيلي مرقس ولوقا ( مر12 :41 -44 ، لو21 :1 -4 )، والمسيح يتحدث عنها، عندما وقف تجاه الخزانة، يراقب من يعطون في صندوق الله ، من عطايا قلت أو كثرت على حد سواء، ما اسمها! لا ندري!! ومتى مات زوجها! لا نعلم!! وهل كان لها ولد أو بنت أم كانت وحيدة؟ في مسكنها أو كوخها، إن صح أنها كانت تملك مسكنًا أو كوخًا! وهل كان لها أخ أو أخت أو قريب! كل هذه أسئلة قد لا يقطع الإنسان بالجواب فيها، غير أنه مما لا شبهة فيه، أنها كانت فقيرة غاية الفقر، وربما لم يكن يوجد في مدينة أورشليم كلها من هو أفقر وأكثر عوزًا وحاجة منها على وجه الإطلاق ، وقد كشف الوحي عما كانت تملك من رصيد وهما الفلسان، وقيمتهما ربع، أو ما يقرب من الخمسة مليمات في العملة المصرية، وقد شهد المسيح أن هذا كل ما عندها كل معيشتها، ولم تكن المرأة في غاية الفقر فحسب، أكثر من ذلك كانت منكوبة، إذ مات زوجها، وعرفت طعم الترمل ومرارته وقسوته، على أن المرأة الفقيرة الأرملة، كانت مؤمنة بالله، تعرف طريقها إلى الصلاة في بيت الله، والتقدمة والعطاء لإلهنا رغم ما هي عليه من شدة حاجة، أو قسوة عوز، أو ضيق ذات اليد، على صورة نادرة بين الناس، ولا أتصور قط أنها وهي تقترب من صندوق العطاء، وهي تدرك أن المعطي المسرور يحبه الله، كانت تحمل وجهًا عابسًا، أو بائساً، أو متذمرا، بل لعلها على العكس كانت تتقدم بالوجه المضيء الطلق الممتلئ بالإيمان بالله، والرضا بأعماله، والتشبع بالشركة الدائمة معه، مهما كانت الظروف والأحوال المتنوعة والمختلفة المحيطة بها !. |
|