منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2012, 04:41 PM
الصورة الرمزية مريم فكرى
 
مريم فكرى
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مريم فكرى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 61
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,297

كنيسة جامعة _ كيرلس الأورشليمي



كنيسة جامعة _ كيرلس الأورشليمي
كنيسة (إكليسيا) جامعة
للقديس كيرلس الأورشليمي
(ألقيت عام 349م)


الكنيسة تُدعى "جامعة" لأنها تمتد في كل العالم، من أقاصي الأرض إلى أقاصيها، ولأنها تعلم تعليمًا شاملاً كاملاً، فتقدم كل التعاليم التي يجب أن يعرفها الإنسان بخصوص الأمور المنظورة وغير المنظورة، السماوية والأرضية. ولأنها تُخضع كل الجنس البشري للعبادة الصحيحة، حكام ومحكومين، متعلمون وغير متعلمين. أيضاً لأنها تعالج وتشفي بشكل عام كل أنواع الخطايا، التي اُرتكبت بالنفس أو الجسد، وهي تملك في داخلها كل فضيلة ممكن تصورها، سواء بالأعمال أو الأقوال أو المواهب الروحية من كل نوع.


بحق دعيت الكنيسة "إكليسيّا" أي إجتماع (المؤمنين)، لأنها تدعو كل الناس وتجمعهم مع بعضهم البعض. كقول الرب في لاويين: "واجمع كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع" (لا 8: 3). الجدير بالملاحظة أن كلمة "اجمع" استعملت لأول مرة في الكتاب المقدس عندما أقام الرب هارون في الكهنوت السامي. وفي سفر التثنية أيضًا قال الرب لموسى: "اجمع لي الشعب، فأُسمعهم كلامي لكي يتعلموا أن يخافوني" (تث 4: 10). ويُذكر اسم الكنيسة مرة أخرى عندما يتكلم عن لوحيّ الشريعة، "المكتوبين بأصبع الله وعليهما مِثلُ جميع الكلمات التي تكلم بها الرب في الجبل" (تث 9)، وكأنه يقول بوضوح: "في اليوم الذي دُعيتم فيه واجتمعتم معاً".
والمرتل داود: "في جماعة عظيمة (إكليسيا) أحمدك، وفي شعب عظيم أسبحك" (مز 35: 18).


صاحب المزامير قد رنَّم: "باركوا الله في الجماعات. يا من منبع إسرائيل باركوا الرب" (مز 68: 26). لكن بعد أن طُردَّ اليهود من النعمة - بسبب مؤامراتهم ضد المسيح - بنى المخلص من الأمم كنيسة ثانية مقدسة، كنيستنا نحن المسيحيين، الذي بشأنها قال لبطرس: "على هذه الصخرة ابني كنيستي، وأبواب الجحيم لم تقوى عليها" (مت 16: 18).
وتنبأ داود عن هاتين الكنيستين، فقال بوضوح عن الأولى: "أبغضت جماعة الأثمة" (مز 26: 5). وأمّا عن الثانية التي بُنيت فيقول في نفس المزمور: "يا رب أحببت محل مسكنك" (مز 26: 8) وبعدها مباشرة يقول: "في الجماعات أباركك يارب" (مز 26: 12).
لأنه بعد رفض الكنيسة الأولى التي لليهود، تضاعفت كنائس المسيح في العالم كله. وعنها يُقال في المزامير: "انشدوا للرب نشيداً جديداً، تسبحته في جماعة الأصفياء" (مز 149: 1)


أما عن اليهود، فيقول النبي (ملاخي): "ليست لي مسرة بكم، قال رب الجنود"، ويضيف مباشرة: "لأنه من مشارق الشمس إلى مغاربها اسمي عظيم بين الأمم" (مل 1: 10، 11).


أنه بخصوص هذه الكنيسة المقدسة الجامعة يكتب بولس لتيموثاوس: "فكيف يجب أن تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته" (1 تي 3: 15).


ونظراً لأن كلمة "إكليسيّا" (أي كنيسة أو تجمع) لها استعملات مختلفة - على سبيل المثال، كتبت عن الجمهور في مسرح الأفسسيين: "ولما قال هذا صرف الجمع" (1 تي 3: 15)، بحيث يمكن للمرء أن يقول بحق إن هناك كنيسة للأشرار، أعني اجتماع الهراطقة، المانيين، وأتباع مرقيون وغيرهم. لهذا السبب وضع قانون الإيمان لحمايتك هذا القول "بكنيسة واحدة مقدسة جامعة"، لكي يعلمك أن تتجنب اجتماعاتهم البغيضة، وتتمسك على الدوام بالكنيسة المقدسة الجامعة التي وُلدت فيها. وإن نزلت مؤقتاً في مدن، لا تسأل ببساطة أين "بيت الرب" (لأن طوائف المنشقين يدعون أوكارهم أيضاً بيوت الرب)، ولا تسأل فقط "أين الكنيسة"، بل "أين الكنيسة الجامعة". لأن هذا هو الاسم الخاص الذي لهذه الكنيسة المقدسة أمنا جميعاً، عروس ربنا يسوع المسيح، ابن الله الوحيد. لأنه مكتوب: "وكما أَحبّ المسيح الكنيسة وأَسلم نفسه لأجلها" (أف 5: 25). وهي رمز ونموذج لأورشليم السمائية، "أمنا جميعًا، وهي حرة" (غل 4: 26). التي كانت من قبل عاقرًا وأصبح لها أولاد كثيرون الآن.


بعد رفض الكنيسة الأولى (اليهودية)، وضع الله في الكنيسة الثانية الجامعة - كما يقول بولس - بولس "أناساً في الكنيسة: أولاً رسلاً، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء. أعوانًا، تدابير، وأنواع ألسنة" (1 كو 12: 28). وكل أنواع الفضائل، كالحكمة والفهم، الاعتدال والعدل، الرحمة والمحبة المترفقة، والصبر الذي لا يُقهر بالاضطهادات. وهي "بسلاح البرّ لليمين ولليسار، بمجدٍ وهوانٍ" (2 كو 8: 6-7)، في الأيام السالفة وسط الاضطهادات والمحن توِّجت الشهداء القديسون بأكاليل الصبر والاحتمال المزهرة المختلفة. أمّا الآن في وقت السلام، بنعمة الله، تقبل الإكرام من الملوك ومن هم في منصب، ومن كل مرتبة وكل عرق. وبينما قوة ملوك الأمم المختلفة محدودة، إلا أن الكنيسة المقدسة الجامعة وحدها تمتد قوتها بلا حدود في كل العالم. لأن الله قد أقام السلام كتخم لها.
إن أردت أن أتكلم باستفاضة عنها، احتاج لساعاتٍ طويلة.

بالتعلم في هذه الكنيسة المقدسة الجامعة، وبالسلوك بتقوى، سوف نربح ملكوت السماوات ونرث الحياة الأبدية، لذلك أيضًا نحتمل كل الأتعاب، حتى نكون شركاء مع الرب. لأن هدفدنا ليس بالأمر التافه، إنما نسعى للحياة الأبدية. لذا في قانون الإيمان بعد الحديث عن قيامة الأموات، نتعلم أن نؤمن بالحياة الأبدية، جائزة النضال المسيحي.

إذاً، الحياة الحقيقية هي (عند) الأب الذي بواسطة الابن في الروح القدس يغدق عطاياه السماوية على الكل، كما من ينبوعٍ. وفي محبته للبشر يعدنا ببركات الحياة الأبدية. يجب أن لا نفكر أن هذا الأمر مستحيل بل نؤمن، غير ناظرين لضعفنا بل لقوته، "لأن كل شيء مستطاع عند الله". ولما كان هذا ممكنًا، أن نتطلع إلى الحياة الأبدية، يؤكد دانيال ذلك قائلاً: "الذي ردوا كثيرين إلى البرّ، كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12:3). ويقول بولس: "وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1 تس 4: 17)، لأن وجودنا دائمًا مع الرب يعني حياة أبدية. والمخلص أيضاً يقول بكل وضوح: "فيمضي هؤلاء إلى عذابٍ أبديٍ، والأبرار إلى حياة أبدية" (مت 25: 46).


كثيرة هي البراهين التي تخص الحياة الأبدية. عندما نرغب في إقتناء الحياة الأبدية، يقدم لنا الإنجيل المقدس طرق تحقيقها. ولكي لا يطول حديثنا نبسط أمامكم شهادات قليلة، ونترك الباقي لبحث المجتهدين. فبعض النصوص تصرح مرة أنها تقتنى بالإيمان، إذ مكتوب: "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية" (يو3: 36). ويقول أيضًا: "الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية" (يو 5: 24). وفي مرة أخرى، يقول أنها تقتنى بكرازة الإنجيل: "والحاصد يأخذ أجرة، ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية" (لو 4: 36)، مرة أخرى بالاستشهاد والاعتراف باسم المسيح: "من يكره نفسه في هذا العالم يحفظها لحياة أبدية" (مر 7: 25). وأيضًا بتفضيل المسيح على المال والأقارب: "كل من ترك بيوتًا أو إخوة أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (مت 19:29). وأيضاً بحفظ الوصايا "لا تزنِ لا تقتل..." كما أجاب الذي أتى إليه، وقال يا معلم "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية" (مر 10: 17). وأيضًا بترك الأعمال الشريرة، وهكذا نخدم الله، إذ يقول معلمنا بولس: "الآن إن أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيدًا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية للحياة الأبدية" (رو 6: 22).

هناك طرق أخرى كثيرة للحصول على الحياة الأبدية، لأن الرب في محبته المترفقة قد فتح لا بابًا واحدًا ولا اثنين بل أبوابًا كثيرة تقود للحياة الأبدية، حتى يمكن أن يتمتع بها الجميع دون عاتق.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس كيرلس الأورشليمي | كيرلس رئيس أساقفة أورشليم
القديس كيرلس الأورشليمي | كيرلس الكاهن
القديس كيرلس الأورشليمي - كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية
كنيسة جامعة _ كيرلس الأورشليمي
كنيسة جامعة _ كيرلس الأورشليمي


الساعة الآن 08:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024