رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيشوى رمزى رياض يكتب: نظارة الرئيس حمدين صباحى فى ظل الاختلاف الكبير بين مرشحى الرئاسة المصرية، من حيث الانتماءات والأيديولوجيات والأفكار التى يتبناها كل منهم، تبقى نظارة الرئيس هى العامل المشترك بين أربعة مرشحين رئاسيين بارزين وهم محمد مرسى، وأحمد شفيق، وعبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، فى حين أن المرشح الشاب حمدين صباحى قد شذ عن هذه القاعدة، فهو المرشح الوحيد الذى لم يرتد النظارة، على ما يبدو أنه يتسم بنظره الحاد الذى استطاع من خلاله أن يرى ما لم يره غيره وأن يتلامس مع ما لم يستطع الآخرون التلامس معه من قضايا تشغل بال الكثير من المصريين. فى الواقع إن النتيجة الإعجازية التى حققها صباحى خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى شهدتها مصر مؤخرا، رغم الضعف الشديد فى الإمكانيات المادية والمؤسساتية التى دعمت غيره من المرشحين، إنما تعكس قدرته على تقديم رؤية واضحة للعديد من القضايا والمشكلات التى يعيشها المجتمع المصرى خلال السنوات الماضية، والتى كانت سببا فى قيام الثورة المصرية التى أطاحت بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، وهو ما لم يتناوله المرشحون الآخرون فى برامجهم الانتخابية. لقد كانت مسألة العدالة الاجتماعية هى الشغل الشاغل للمرشح الشاب فى حملته الانتخابية، وهو ما يعنى أن صباحى قد رأى ما لم يره غيره من المرشحين بفضل نظرته القوية ورؤيته الثاقبة. فقد كانت العدالة الاجتماعية هى أحد أهم الشعارات الأساسية التى رفعها الشباب المصرى إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، خاصة وأن آلاف المصريين قد عاشوا حالة من المعاناة الاقتصادية خلال العقود الثلاثة الأخيرة فى ظل زيادة كبيرة فى معدلات البطالة وتدهور الأحوال المعيشية لقطاع كبير من المواطنين المصريين. ربما كانت الحالة الاقتصادية المتردية وكيفية تحسين الوضع الاقتصادى للبلاد تمثل أولوية مهمة فى البرامج التى تبناها معظم المرشحين الآخرين، إلا أن أحدا منهم لم يتناول مسألة العدالة الاجتماعية وكيفية تحقيقها بنفس القدر الذى تبناه صباحى فى حملته الانتخابية، خاصة أن المرشح الشاب ينتمى إلى الفكر الاشتراكى الناصرى، والذى يتعارض فى الأساس مع الرؤية الرأسمالية التى تبناها النظام السابق، وكانت سببا رئيسيا لتفشى الفساد فى المجتمع المصرى وتزايد المشكلات المجتمعية إبان عهد الرئيس السابق حسنى مبارك. من ناحية أخرى قد اتسمت رؤية حمدين صباحى للسياسة الخارجية بقدر كبير من القومية على غرار السياسة التى تبناها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو ما أفتقدته الدبلوماسية المصرية لعقود طويلة من الزمن، منذ إقدام الرئيس الراحل أنور السادات على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وهو ما رآه الكثير من المحللين والمتابعين للمشهد السياسى فى مصر سببا رئيسيا فى ضياع الدور المصرى إقليميا، باعتبارها الدولة القائد بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالى ظهور قوى إقليمية جديدة بدأت تقوم بتوسيع نفوذها الإقليمى لسد الفراغ الذى ترتب على تهميش الدور المصرى عربيا ودوليا. استطاع حمدين صباحى أن يكون رمزا للثورة المصرية فى الانتخابات الرئاسية، ولعل النتيجة غير المتوقعة التى تمكن من تحقيقها، تعكس قدرته على إقناع كافة القوى الثورية والشبابية التى تؤمن بالهوية المدنية للدولة المصرية بأنه المرشح الأنسب للمرحلة المقبلة، خاصة فى ظل اعتداله وابتعاده عن الأيديولوجيات الطائفية التى قد افتقدت كثيرا من مصداقيتها أمام المصريين منذ أن سيطرت على أغلبية المقاعد البرلمانية من ناحية، وكذلك تعارض أفكاره ومبادئه مع تلك السياسات التى تبناها نظام مبارك داخليا وخارجيا من ناحية أخرى. أعتقد أن ظاهرة حمدين صباحى تستحق الدراسة خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأنه استطاع أن يصعد بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة ليصبح الحصان الأسود بين مرشحى الرئاسة خلال المرحلة الأولى من انتخابات ما بعد الثورة المصرية بفضل الرؤى التى تبناها والتى ركزت بالأساس على المشكلات الحقيقية التى تواجه المجتمع المصرى. ولعل الدور الذى قد يلعبه المرشح الشاب وحملته الانتخابية خلال السنوات القادمة فى المشهد المصرى، ربما يكون مؤثرا، حتى يمكن إعداد رئيسا جديدا للمستقبل فى مصر. الأربعاء، 30 مايو 2012 - 10:55 |
|