حينما كان الرسول يطلب صلوات القدِّيسين في رومية لإنجاح زيارته إلى أورشليم واليهودية، ناشدهم يومئذٍ: «بربنا يسوع المسيح، وبمحبة الروح» ( رو 15: 30 ). ولمَّا أتى أبفراس حاملاً لبولس أخبار القدِّيسين في كولوسي، أعلن «محبَّتهم في الروح» ( كو 1: 8 ). ثم يقول بولس نفسه لتيموثاوس: إن الله قد أعطانا ليس فقط، روح القوة والنُصح بل كذلك «روحُ المحبة» ( 2تي 1: 7 ). إنها لَتعزية بالغة أن نتذكَّر أن لنا معونة الروح القدس في داخلنا لإتمام تلك الظاهرة المُلازمة للحياة الجديدة وهي المحبة. ذلك أن روح الله، بدفعَاته الصامتة الباطنية صوب القداسة، وبعمله الهادئ لقمع كل جهد جسداني، يُنشئ تلك المحبة التي من الله، والتي يجب أن تتميَّز عن مُجرَّد الاستلطاف لبعض المحاسن الطبيعية.