|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هل الملكوت للبتوليين فقط؟!
نص السؤال كما ورد: اعرف ان الزواج مكرم من عند الله ولكن ينتابنى شعور بان الزواج اقل من كرامة الرهبنة وان الملكوت للرهبان فقط وليس للعلمانيين فمعظم سير القديسين قاصره على الرهبان فقط وان كان هناك نموذج من العلمانيين فهم بتوليين الإجابة: كنا سنرد على هذا السؤال ببساطة على الإيميل، حيث أن السؤال بسيط، ويتم الرد عليه بجمل بسيطة.. بالحق قلت أن الزواج مكرمًا عند الله.. فقد قال الكتاب: "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 4). ولكن جانبك الحق في باقي السؤال، سواء أن الملكوت للرهبان فقط وليس للعلمانيين، أو من حيث أن معظم سير القديسين قاصرة على الرهبان أو البتوليين فقط! فلنأخذ الأمر نقطة نقطة.. إذا كانت الزواج مكرمًا بشهادة الوحي الإلهي، فكيف تقول أن المتزوجين لن يدخلوا ملكوت السموات؟! إن كان كلامك صحيحًا، فلم نكن هنا اليوم، لأن آبائنا وأجدادنا كانوا سيمتنعون عن الزواج لأنهم لن يدخلوا ملكوت الله! نرى في سفر طوبيا قصة كاملة لها علاقة بالزواج وطهارة الزواج وتقديسه.. فهل الكتاب يتحدث عن أمر غير مطلوب؟! أمثلة من متزوجين أبرار من الكتاب المقدس: هل تظن أن أجدادنا آدم وحواء لن يدخلوا الملكوت؟! فقد قيل عن آدم أنه "ابْنِ اللهِ" (إنجيل لوقا 3: 38).. هل آبائنا إبراهيم وأسحق ويعقوب المتزوجون لن يدخلوا ملكوت السموات بسبب زواجهم؟! هل يوسف العفيف الذي التصقت به هذه الصفحة حتى بعد زواجه لن يدخل ملكوت السموات لأنه تزوج؟! هناك أمر اسمه "طهارة الزواج" (سفر الحكمة 14: 24).. كما أنه هناك طهارة في البتولية.. انظر بركة الأب لابنته في الزواج: "ثُمَّ أَخَذَ (رَعُوئِيلُ) بِيَمِينِ ابْنَتِهِ سَارَةَ وَسَلَّمَهَا إِلَى يَمِينِ طُوبِيَّا، قَائِلًا: «إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ يَكُونُ مَعَكُمَا، وَهُوَ يَقْرِنُكُمَا وَيُتِمُّ بَرَكَتَهُ عَلَيْكُمَا». فكيف يكون "إلهًا لإبراهيم" هذا وإبراهيم لن يدخل الملكوت لأنه تزوج؟! وها هو الكتاب يتحدث عن هؤلاء الآباء أنهم عبيد الله الأمناء: "لِيُبَارِكْكُمُ اللهُ وَيَذْكُرْ عَهْدَهُ مَعَ إِبرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ عَبِيدِهِ الأُمَنَاءِ" (سفر المكابيين الثاني 1: 2) بل جميع الأبرار -سواء أكانوا بتوليين أو متزوجين- سوف "يَتَّكِئُونَ مَعَ (في أحضان) إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (إنجيل متى 8: 11)، وهؤلاء الثلاثة كانوا متزوجين.. ماذا عن السيد المسيح نفسه حين كرَّم الزواج بذهابه لُعرس قانا الجيل؟! وحين أقرَّ بوضوح أن مكان الأبرار -بغض النظر عن زواجهم أو بتوليتهم- سيدخلوا ملكوت السموات؟! والأمثلة كثيرة على هذا.. منها: "إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (إنجيل متى 8: 11)، وها هو لعازر المسكين لأنه كان بارًا "فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ" (إنجيل لوقا 16: 22).. يتحدث الكتاب عن الأرامل الذين يردن أن يتزوجن فيقول: "الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 39)، فها هو يقول أن الزواج "في الرب". هل أستير وراعوث ويهوديت لن يدخلوا ملكوت السموات؟! هل القديسة حنة والقديس يواقيم والدا السيدة العذراء لن يدخلوا ملكوت السموات؟! ما أجمل الآية التي تقول: "أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلًا لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" (سفر أعمال الرسل 3: 25).. فنحن أبناء الأنبياء، وأبناء الأبرار، وأبناء القديسين.. وبنسل هؤلاء الأبرار "تتبارك جميع قبائل الأرض".. ثم هل الله يأمر بالخطأ وهو الذي "بَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ".. (سفر التكوين 1: 28؛ سفر التكوين 9: 1، 7)؟! وماذا عن أجداد المسيح المذكورين أسمائهم في سلاسل الأنساب؟! أمثلة من متزوجين أبرار من تاريخ الكنيسة: القديسة هيلانة الملكة - امرأتان متزوجتان في قصة الأنبا مقار - الملك قسطنطين البار - القديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس - الشهيدة مورا و الشهيد تيموثاوس زوجها - الشهيدة داريا و الشهيد خريسانثوس زوجها - القديسة بوسفوريا و القديس هيرونيون زوجها - القديسة ناتاليا و القديس هادريان (أدريان) زوجها - الشهيدة تكلا وزوجها الشهيد بونيفاس - الشهيدة سارة وولداها الشهداء - القديسة سالفينا أو سيلفينا - الإمبراطورة ثيودورا - الشهيدة ستراتونيس - القديسة صوفية - القديسة فابيولا - القديس فاوستا الشريفة - القديسة فلاكسيلا الإمبراطورة - السيدة فوزية اسحق البارة - الشهيدة فيليسيتي الأم - القديسة مارسيللا (مارسيل) الأرملة - القديسة مريم و القديس أفخارستوس زوجها - الشهيدة رفقة أم الخمسة الشهداء - الشهيدة طوسيا أم الشهداء - الشهيدة سيمفوروزا والدة السبعة الشهداء - الشهيدة ثيؤدتا النيقية - القديسة سوسنّة العفيفة - الشهيدة الأم دولاجي - القديسان سجا زاب وسارة زوجته والدا أنبا تكلا هيمانوت - الشهيد دميان والشهيد قزمان واخوتهما وأمهم الشهداء - القديسة نونّا - الشهيدة فاسي - القديسة جورجونيا - الشهيد مار جرجس المزاحم - القديسة ثيودورة... وهناك الآلاف والآلاف غيرهم على مدى العصور.. نعم الرهبنة لها كرامة أعلى، "لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 41)، ولكن كما نرى على جبل التجلي أيضًا أنه كان مع الرب يسوع إيليا البتول، وموسى المتزوج! وكان من تلاميذ السيد المسيح من كانوا متزوجين، كما نرى من قصة "حماة سمعان" (القديس بطرس الرسول).. وإن كان البتوليين فقط هم الذين يخلصون، فكيف يعتمد الرجل هو وأهل بيته كما نرى مثلًا في سفر أعمال الرسل، ولماذا يقول الكتاب المقدس: "اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت"؟! فإن كانوا قد نالوا الخلاص، وهم متزوجين، فمن أين تأتي بأفكارك هذه؟! قد يكون هناك شخصًا متزوجًا، ويعيش في حياة مقدسة مع زوجته، ويكون أبًا صالحًا ومثالًا للمسيح لأولاده.. وقد يكون هناك راهبًا متوحدًا في البرية، وقلبه غير قويم، أو يسقط فريسة للأفكار وحروب الشيطان ويتلذذ بها!! الطهارة هي للبتوليين وللمتزوجين، والنجاسة قد تكون للبتوليين أو للمتزوجين.. وهناك قصة جميلة في بستان الرهبان حول الأنبا مكاريوس حينما أراد أن يفكر فيمن وصل لمستواه الروحي، فسمع صوتًا من السماء يقول له: "يا مقاريوس إنك لم تصل بعد إلى درجة امرأتين في المدينة الفلانية".. وها هي القصة كاملة لأنها ممتعة حقًا: فلما سمع هذا تناول عصاه الجريد ومضي إلي المدينة. فلما تقصي عنهما وصادف منزلهما، قرع الباب فخرجت واحدة وفتحت له الباب. فلما نظرت الشيخ ألقت ذاتها علي الأرض ساجدة له دون أن تعلم مَنْ هو – إذ أن المرأتين كانتا تريان زوجيهما يحبان الغرباء – ولما عرفت الأخرى، وضعت ابنها علي الأرض وجاءت وسجدت له، وقدمت له ماء ليغسل رجليه كما قدمت له مائدة ليأكل. فأجاب القديس قالًا لهما: "ما أدعكما تغسلان لي رجلي بماء، ولا آكل لكما خبزًا، ألا بعد أن تكشفا لي تدبيركما مع الله كيف هو، لأني مرسل من الله إليكما". فقالتا له: "مَنْ أنت يا أبانا؟" فقال لهما: "أنا مقارة الساكن في برية الاسقيط" فلما سمعتا ارتعدتا وسقطتا علي وجهيهما أمامه باكيتين. فأنهضهما، فقالتا له: "أي عمل تطلب منا نحن الخاطئتين أيها القديس؟!" فقال لهما: "من أجل الله تعبت وجئت إليكما، فلا تكتما عن منفعة نفسي". فأجابتا قائلتين: "نحن في الجنس غريبتان أحدانا عن الأخرى، ولكننا تزوجنا أخوين حسب الجسد وقد طلبنا منهما أن نمضي ونسكن في بيت الراهبات ونخدم الله بالصوم والصلاة، فلم يسمحا لنا بهذا الأمر. فجعلنا لأنفسنا حدا أن تسلك أحدانا مع الأخرى بكمال المحبة الإلهية. وها نحن حافظتان نفسينا بصوم دائم إلي المساء وصلاة لا تنقطع. وقد ولدت كل واحدة منا ولدًا. فمتى نظرت أحدانا ابن أختها يبكي، تأخذه وترضعه كأنه ابنها. هكذا تعمل كلتانا. ورجلانا راعيا ماعز وغنم، يأتيان من المساء إلي المساء إلينا كل يوم فنقبلهما مثل يعقوب ويوحنا بني زبدي، كأخوين قديسين. ونحن مسكينتان بائستان، وهما دائبان علي الصدقة الدائمة ورحمة الغرباء. ولم نسمح لأنفسنا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية البتة، بل خطابنا وفعلنا مثل قاطني جبال البرية". فلما سمع هذا منهما، خرج من عندهما، وهو يقرع صدره ويلطم وجهه، قائلًا: "ويلي ويلي، ولا مثل هاتين العالميتين لي محبة لقريبي". وانتفع منهما كثيرًا. بعض الحقائق التي يجب أن تذكرها: 1. الزواج طاهر ومكرم والمضجع غير نجس (عب4:13). 2. ما جمعه الله لا يفرقه إنسان (مت6:19) فهل يجمع الله رجل وامرأة في نجاسة؟! 3. الذي أسس سر الزواج هو الله (تك24:2). 4. علاقة المسيح بكنيسته مشبهة بعلاقة الزوج بزوجته (أف23:5). 5. إذا كان الـ144000 (المئة والأربعة والأربعين ألفًا) البتوليين المذكورين في سفر الرؤيا (انظر تفسير إصحاح 14 من سفر الرويا) هم الرهبان الذين لم يتزوجوا.. فهل الراهبات الذين لم يتنجسوا مع رجال ليس لهم نصيب في الـ144000، حيث مذكور أن هؤلاء الذين لم يتنجسوا مع النساء...! سنقول ثانية سفر الرؤيا لا يفسر حرفيا. احذر يا صديقي، فما تقوله بدعة وارتداد عن الإيمان القويم! فبولس الرسول نفسه الذي تمنى الجميع أن يكونوا بتوليين مثله حين قال: "أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 7)، قال أيضًا: "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 4)... وهناك المزيد من وصايا بولس الرسول للأزواج في الأصحاح السابع من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، "لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ".. ويتحدث عن المؤمنين الجدد ويقول أن "الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ. وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ".. فكيف يقول أنهم مقدسون من زوج وزوجة وأولاد إلا إذا كان الزواج مكرمًا؟! فربما كانت هذه بدعة انتشرت في وقت بولس الرسول، أو رأى أنها قد تظهر، فقام بالرد عليها على الفور.. ولهذا أيضًا اهتممنا هنا في موقع الأنبا تكلا بالرد على هذه الأفكار، التي ربما تكون من ضمن البدع الحديثة التي تنتشر.. وكان حديث الرسول عليها هو: "إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ... لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ. إِنْ فَكَّرْتَ الإِخْوَةَ بِهذَا، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، مُتَرَبِّيًا بِكَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ الَّذِي تَتَبَّعْتَهُ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 1-6).. فها أنت ترى أن هؤلاء المرتدين عن الإيمان، التابعين أرواح مضلة وتعاليمه شيطانية، كانت من ضمن أخطائهم أنهم كانوا ضد الزواج! فكن حكيمًا يا صديقي، وتعلَّم من أسلوب السيد المسيح في الرد على الشيطان بطريقة "مكتوب"... Ich |
|