رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تابع دراسة شاملة مركزة في سفر المزامير (الجزء الثاني) ثانياً: تقسيم المزامير ومؤلفوها تقسيم المزاميرسفر المزامير هو السفر الأول من القسم الثالث من كتب العهد القديم المعروف باسم " كتوبيم " أي " الكتابات المقدسة Hagiographa " وذلك بحسب التقسيم اليهودي لأسفار العهد القديم، وبخاصة القسم المسجل في النسخة المعروفة باسم الماسورية أي التقليدية، وبموجبه تُقسم أسفار العهد القديم إلى ثلاثة مجموعات: 1 – التوراة أو الناموس أي أسفار موسى الخمسة ( البنتاتيوك ) 2 – النبييم أي أسفار الأنبياء 3 – الكتوبيم أي المكتوبات المقدسة، والتي تبدأ بسفر المزامير. ولذلك صارت المزامير عنواناً لمجموعة الكتوبيم كلها. ونجد أن هذا التقسيم هو ما تكلم عنه بنفس ذات الترتيب ربنا يسوع: " ... هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسى، والأنبياء، والمزامير " ( لوقا 24 : 44 ) ونجد المزامير في النص العبري تُقسم إلى خمسة كتب أو خمسة أقسام على نفس ذات تقسيم التوراة (( أسفار موسى الخمسة )) ، وذلك بإدخال لفظي " آمين . آمين " كتسبيح حمد أو ذكصولوجية أي تمجيد في نهاية كل قسم من الأقسام الخمسة. وهذه الأقسام الخمسة تبدأ بالمزامير: 1 ، 42 ، 73 ، 90 ، 107 ، وقد جاء في المدراش اليهودي ( وهو بحث تفسيري ) عن المزمور الأول أن [ داود أعطى اليهود خمسة كتب للمزامير لتوافق كتب الشريعة الخمسة المعطاة لموسى ] . ولذلك فإنه يُمكننا أن نفترض أن كل فصل من أسفار موسى الخمسة كان يُتلى بدوره مع المزمور المقابل له .
وهناك تقسيم آخر ، يعتبر أن المزامير 42 – 83 هي مجموعة واحدة، تتميز بمخاطبة الله باسم " ألوهيم "، فهي تخاطب الله كثالوث قدوس، ويقلّ فيها ذكر الله باسمه " يهوه ". فقد وردت في هذه المجموعة كلمة " ألوهيم " أربعة أضعاف كلمة " يهوه ". أما باقي المزامير فهي تخاطب الله باسم " يهوه " في مقابل مخاطبته باسم " ألوهيم " بنسبة 20 : 1 ، أما الأساس في التقسيم هو ما سبق وقلناه ... مؤلفي المزاميريُنسب من هذه المزامير لداود النبي 89 مزمور في الترجمات اليونانية والقبطية واللاتينية، وهي بحسب الترقيم في السبعينية تشمل المزامير 1– 40 ؛ 50 – 70 ؛ 90 – 103 ، والمزامير 42 ؛ 85 ؛ 107 – 109 ؛ 119 ؛ 136 ؛ 139 – 144 ؛ 151، أما باقي المزامير فيُنسب منها لبني قورح 11 مزمور: ( 41 ؛ 43 – 48 ؛ 83 ؛ 84 ؛ 86 ؛ 87 ) ، ولآساف 12 مزمور: ( 49 ؛ 72 – 82 ) ، ولزكريا النبي مزموران: ( 137 ؛ 138 ) ، ولحجي النبي 4 مزامير: ( 145 – 148 ) ، ولسليمان النبي مزمور واحد ( 71 )، ولناثان النبي مزمور واحد ( 88 )، ولموسى النبي مزمور واحد ( 89 )، ولهيمان الأزراحي مزمور واحد ( 87 )، وليدثون مزموران ( 61 ، 76 ) . وهناك 30 مزمور غير منسوبة لأحد، ويدعوها اليهود " المزامير اليتيمة "، ومنها مزامير المصاعد، أو تسبيحات الدَّرَج، وهي 14 مزمور متتابعة ( 120 – 133 )، ومزامير هلليلويا وهي 13 مزمور ( 104 – 106 ؛ 110 – 116 ؛ 118 ؛ 134 ؛135 )، والمزموران ( 149 ؛ 150 )، أما المزمور 151 فيُظن أنه لداود، قاله عن نفسه لما مسحه صموئيل النبي بالدهن بأمر الله ليصير ملكاً على إسرائيل . أما النسخة العبرية للمزامير، فتنسب لداود النبي 73 مزمور فقط، ولآساف 12 مزمور، ولأبناء قورح 9 مزامير. ولسليمان النبي مزمورين، ولهيمان وإيثان وموسى النبي مزمورواحد لكل منهما. وهناك 51مزمور لا يُذكر أسم كاتبهما، وينسب العهد الجديد مزمورين من المزامير مجهولة الكاتب إلى داود، وهما المزمور الثاني والمزمور الخامسوالتسعون ( أنظر أعمال الرسل 4 : 25، عبرانيين 4 : 7 ) والمزامير 51 – 72 تُسمى مجموعة داود الصُغرى، أما مجموعة داود الكبرى فهي تقع مابين مزمور 3 ومزمور 41. ومن شهادة الأسفار المقدسة نرى أن داود كان يقود طقوس العبادة في إسرائيل ( 2 صموئيل 6: 5 ؛ 16: 1 + 1 أخبار 15 : 16 ، 25 + 2 أخبار 7: 6 ؛ 29: 30 ). وأن الروح القدس كان يتكلم به " كمرنم إسرائيل الحلو " ( 2 صموئيل 23 : 1و2 + مرقس 12: 36 + أعمال 1: 16 ؛ 2: 30 – 31 ؛ 4 : 45 ) . عموماً لقد غلب اسم داود النبي على سفر المزامير، وذلك لأنه كتب الجزء الأكبر منها وقد أصبح اسمه مقترناً بها بسبب شهرة محبته لله وأنه هو من دُعيَّ مرنم إسرائيل الحلو حسب ما جاء في الكتاب المقدس . __________ بعض المراجع الهامة : 1 – كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة للقس أبو البركات المعروف بابن كبر ، الجزء الأول ؛ تحقيق الأب سمير خليل اليسوعي ، مكتبة الكاروز ، 1971 م ، الباب السادس . 2 - التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ، القاهرة 1998 ، ص 1130 - 1132 3 – سفر المزامير – مقدمة دراسية كتابية طقسية تاريخية ، تأليف القس شنودة ماهر طبعة ثانية ديسمبر 2002 4 – الأجبية أي صلوات السواعي ، سلسلة طقوس أسرار وصلوات الكنيسة – راهب من الكنيسة القبطية – الطبعة الأولى إبريل 2006 5 – المزامير – دراسة وشرح وتفسير في ثلاثة مجلدات – المجلد الأول : المقدمة – الأب متى المسكين – الطبعة الثانية 2007 6 – المزامير – القمص تادرس يعقوب ملطي – كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج – من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين – الطبعة الأولى 1991 |
|