رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوم الاعتراف - منذ الصباح الباكر ازداد قلقُ نفسي حدّة أكثر من أي شيء أختبِرُهُ من قبل، لقد أهملني الله تماماً. شعرتُ بما كنتُ عليه من ضعف كليّ. ثقلَتْ الأفكار عليّ: لماذا يجبُ أن أتركَ الدير حيث تحبُّني الراهبات والرئيسات، حيث أجدُ الطمأنينة. [إنني مرتبطة] بنذور أبدية وأتمّم واجباتي دون صعوبة. لماذا ينبغي أن أسمع إلى صوت ضميري. لماذا العمل بإلهامات لا أعلمُ من أين مصدرها. أليس من الأفضل أن أثابر مثل باقي الراهبات. ستخفت ربما كلماتُ الرب إن لم أعِرها انتباهي. ربما لا يطلب الله عنها حساباً في يوم الحكم. إلى أين سيقودني هذا الصوت الداخلي. فإذا تبعته فكم من الصعوبات الجمّة والعثرات والعراقيل تنتظرني. أخاف المستقبل وإني أنازع في الحاضر. شعرتُ بكثافة هذا الألم طيلة النهار. ولمّا جاء دوري، عند المساء، لأذهب إلى الاعتراف، لم أستطع أن أصنع اعترافاً تاماً، رغم أنني تحضّرتُ له وقتاً طويلاً. تركتُ الاعتراف دون أن أعلم ما يجول في داخلي. ولمّا ذهبتُ إلى الرقاد ازداد الألم سوءاً. لقد تحوّل بالأحرى إلى نار دخلت إلى كل حواس نفسي، كالبرق يلجُ إلى اللب، وإلى أعماق طيّات قلبي الخفيّة. في وسط هذه الآلام لم أستطِع القيام بأي عمل. (لتكن مشيئتك يا الله)، في ذلك الوقت لم أستطع حتّى التفكير بهذه الكلمات. بالحقيقة لقد استولى عليّ خوف قتّال ولامستني ألهِبَةُ الجحيم. عند الصباح، ساد السكون، واختفت كل العثرات بلحظة عنّي. ولكن شعرتُ بتعبٍ مضنكٍ، ولم أعد أستطيع أن أتحرّك. بينما كنتُ أتحدّثُ إلى الأم الرئيسة استعَدْتُ قواي شيئاً فشيئاً، ولكن الله وحده يعلمُ ما شعرتُ به طيلة ذلك النهار. |
|