رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكرم باشا عبيد يقتنص براءة مستحيلة لمتهم بموقف ضاحك لم تكن خفة دم سيد أوبرا المحامى الأكثر شهرة فى الإسكندرية والذى أدى شخصيته الفنان يحيى الفخرانى، هى الوحيدة داخل ساحات القضاء ، ولم تكن ممازحات ونكات أوبرا وحده هى الضامنة لبراءة المتهمين الذين يترافع عنهم أمام القضاء، ولم تأت براعة عادل إمام فى أداء دور المحامى سبانخ، بالسينما، من فراغ، لكن لها أصول تاريخية حقيقة داخل ساحة القضاء ، فلا يزال التاريخ يتذكر أهم القضايا التى وقف فيها مكرم باشا عبيد، مترافعا عن شاب مسلم، متهما بسب الدين لآخر قبطى، ولولا فصاحة المحامى وحضوره وردوده الذكية لكان الحبس نهاية مأساوية لموكله لكن حضوره ويقظته وخفة الظل التى تحدث بها مع القاضى عندما سأله القاضى هل تؤمن بما تقول فأجابه مبتسما بل أقول ما تؤمن أنت به لكم دينكم ولى دين، وهنا ضجت القاعة بالضحك، وخرج القاضى من الموقف بإعلان براءة المتهم . شهدت ساحات المحاكم فى قديم الزمان، أولى قضايا سب الدين بين شابين أحدهما مسلما والآخر قبطيا، وترافع فيها القيادي الوفدي القبطي المعروف مكرم باشا عبيد، عن المتهم المسلم، الذى رفع ضده جاره المسيحى دعوى قضائية اتهمه فيها بسب الدين، حيث نشبت مشاجرة في إحدى قرى مصر بين شابين، أحدهما مسلم والآخر مسيحي، وقام المسلم بـ”سب الدين” للمسيحي، فما كان من المسيحي إلا أن رفع دعوى قضائية ضده وكانت جرائم “سب الدين” تحال إلى محكمة الجنايات في ذلك الوقت. وسارع أهل الشاب المسلم للاستنجاد بالقيادي الوفدي الكبير المحامي مكرم عبيد، وطلبوا منه أن يدافع عن ابنهم، وكلهم أمل في أن يساعدهم في إنقاذه من السجن، خاصة وأن الشاب المسيحي أحضر شهودا على الواقعة كان من بينهم مسلمين. وبالفعل وافق عبيد، على تولي القضية، وفي جلسة المحكمة، وقف مخاطبا القاضي مؤكدا أن الشاب المسلم لم يتعلم في المدارس، وأن كل ما حصل عليه هو ما تلقاه في كتاب القرية من حفظه للقرآن الكريم والأحاديث النبوية وبعض العمليات الحسابية البسيطة. وبين عبيد للقاضي، أن الأطفال في ريف مصر يتعلمون في الكتاتيب أن “الدين عند الله الإسلام”، ومن ثم فإن الشاب المسلم لم يقصد “سب الدين” لأنه لا يرى دينا آخر غير الإسلام، وبالتالي انتهت الجريمة من وجهة نظر الدفاع. وتابع أن القول بأن سب الدين لقبطي جريمة، هو قول يخالف الأصل التشريعي الذي تسير عليه القوانين في مصر من أن الدين المقصود هو الإسلام، لأنه هو الدين الوحيد الذي يعتبره الإسلام دينا. فما كان من رئيس المحكمة إلا أن نظر إلى مكرم باشا عبيد وقال له: “وهل تؤمن أنت بما تقول؟”، فجاء رد مكرم عبيد بكل هدوء: “يا سيادة المستشار أنا أقول ما تؤمن أنت به (لكم دينكم ولي ديني)”، فضجت المحكمة بالضحك من رد مكرم عبيد، فأصدر القاضي حكمه بالبراءة. |
|