عدالة الله تشمل الإنسان كله، روحًا وجسدًا، لذلك لا بُد أن يقوم الجسد الذي عاش على الأرض مشتركًا مع الروح في أعمالها. وليس في مجرد الأعمال فقط، بل حتى في الأفكار والمشاعر.
فإن الجسد ينفعل بحالة الروح، بفكرها ومشاعرها ونياتها.
الروح تقدم المهابة أو الخشوع فينحني الجسد تلقائيًّا. الروح تحزن فتبكى العين، ويظهر الحزن على ملامح الوجه وفي حركات الجسد. الروح تفرح، فتظهر الابتسامة على الوجه.. الروح تخاف فيرتعش الجسد، ويظهر الخوف في ملامحه. الروح تخجل، فيعرق الإنسان، أو يبدو الخجل في ملامحه...
إنها شركة في كل شيء، ليس من العدل أن تتحملها الروح وحدها أو الجسد وحده إنما يتحملها الاثنان معًا، وهذا هو الذي يحدث في القيامة.
كذلك من العدالة أن تقوم الأجساد لتنال تعويضًا عما كان ينقصها.
فالعميان مثلًا والمعوقون أصحاب العاهات، والمشوهون، وكل الذين لم تنل أجسادهم حظًا من الجمال أو الصحة أو القوة.. من العادلة أن تقوم أجسادهم في اليوم الأخير، وتقوم بلا عيب، حتى يعوضها الله عما قاسته على الأرض من نقص وألم.
كذلك الذين عاشوا على الأرض في فقر وعوز، وفي جوع ومرض، كان له تأثيره على أجسادهم، يحتاجون أن تقوم أجسادهم في حياة أخرى لا تشعر فيها أجسادهم بما كان لها على الأرض من ألم..