نستطيع أن نقلب ترتيب الألفاظ والمعاني ونقول: لا يكلّم يسوع الجموع بغموض (أي بالأمثال) بل الجميع هي التي تسمع ولا تسمع تنظر ولا ترى، وبذلك تحول وضوح كلام يسوع إلى غموض وإبهام، وتلقي عليه ظلال عدم الرؤية وتشويش السماع وعدم الفهم. يكلم يسوع الجميع: التلاميذ والجموع بنفس الطريقة ونفس الوضوح. يؤكد هذا الرأي استشهاد يسوع بنص أشعيا النبي (مت 14:13-15// أش 9:6-10). ومن الملاحظ أنه بالرغم من كثرة استشهاد إنجيل القديس متى بنصوص العهد القديم فإن النص الوحيد الذي يضعه الإنجيلي على فم يسوع هو هذا أي أش 9:6-10. تدل الأفعال في هذا المقطع على واقع (هو هذا الواقع) وليس غاية (لكي...). لقد غلّظ الشعب قلبه ولم يغلظ الله هذا القلب.