داهمني مرض مفاجئ، ألم قتّال، لم يكن الموت بعد، أي الإنتقال إلى الحياة الحقيقية، بل طعم آلام الموت. فالموت مخيف، رغم أنه يعطينا الحياة الأبدية، شعرت فجأة بالمرض. تَقَطّع نَفَسي وغمرت الظلمة عيناي، و تخدّرت أعضائي وقبض عليّ إختناق رهيب، كل برهة منه كانت بمثابة وقت طويل. و إعتراني خوف غريب رغم ثقتي. تمنّيت أن أقبل الأسرار الأخيرة ولكن كان من الصعب جداً أن أعترف، رغم أنني كنت أرغب في ذلك. فلا نعرف في مثل هذه الحالة ما نقول، وما أن ننتهي من شئ حتى يبدأ شئ آخر.
آه! فليحفظ الله كل نفس من تأجيل الإعتراف إلى آخر دقيقة. أدركت قوّة كلمات الكاهن عندما يُغدقها على نفس إنسان مريض. لمّا سألت مرشدي الروحي عمّا إذا كنت مستعدّة أن أقف أمام الرب أو أحصل على السلام، تلقيت هذا الجواب: «يمكنك أن تكوني في سلام تام، ليس فقط الآن بل بعد كل إعتراف أسبوعي». عظيمة النعمة الإلهية التي ترافق كلمات الكاهن هذه. تشعر النفس بالقوّة و الشجاعة تحسّباً للمعركة.